أبو بكر ، وعليّ ، وإنّ أبا بكر أوّل من أظهر الإسلام ، وكان عليّ يكتم الإسلام فرقا من أبيه ، حتّى لقيه أبو طالب فقال : أسلمت؟ قال : نعم ، قال : وازر ابن عمّك وانصره ، وأسلم عليّ قبل أبي بكر (١).
وقال قتادة إنّ عليّا كان صاحب لواء رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم بدر ، وفي كلّ مشهد (٢).
وقال أبو هريرة وغيره : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال يوم خيبر : «لأعطينّ الراية رجلا يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، ويفتح الله على يديه». قال عمر : فما أحببت الإمارة قبل يومئذ ، قال : فدعا عليّا فدفعها إليه ، وذكر الحديث (٣) ، [كما تقدّم في غزوة خيبر بطرقه] (٤).
وقال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن المنهال ، عن عبد الله ابن أبي ليلى قال : كان أبي يسمر (٥) مع عليّ ، وكان عليّ يلبس ثياب الصّيف في الشتاء ، وثياب الشتاء في الصّيف ، فقلت لأبي : لو سألته فسأله ، فقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث إليّ وأنا ارمد العين يوم خيبر ، فقلت : يا رسول الله إنّي أرمد ، فتفل في عيني ، فقال : «اللهمّ أذهب عنه الحرّ والبرد» ، فما وجدت حرّا ولا بردا منذ يومئذ (٦).
__________________
(١) الاستيعاب ٣ / ٢٩.
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٣ من طريق عبد الوهاب بن عطاء ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ... ، البلاذري في أنساب الاشراف ٩٤ رقم ١٤.
(٣) أخرجه البخاري في المغازي ٥ / ٧٦ ، ٧٧ باب غزوة خيبر ، وابن سعد في الطبقات ٢ / ١١٠ من طريق عفان بن مسلم ، عن وهيب ، عن سهيل عن أبيه ، عن أبي هريرة ، والبلاذري ٩٣ رقم ١١ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٠٩ ، وابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ٣٦ ، وابن حجر في الإصابة ٢ / ٥٠٨ وأبو نعيم في الحلية ١ / ٦٢.
(٤) ما بين الحاصرتين مستدرك من منتقى الأحمدية ، ومنتقى ابن الملّا ، والنسخة (ع).
(٥) وفي رواية ابن المغازلي «يسير».
(٦) أخرجه ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين علي ص ٦٥ ، ٦٦ رقم ١١٠ من طريق محمد بن