وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الجنّة لأشوق إلى سلمان من سلمان إليها» (١).
وقال عليّ : سلمان أدرك العلم الأوّل والعلم الآخر (٢) ، بحر لا يدرك قعره ، وهو منّا أهل البيت (٣).
وقال العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم تلا هذه الآية : (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) (٤). قالوا : يا رسول الله من هؤلاء؟ فضرب على فخذ سلمان الفارسيّ ، ثمّ قال : «هذا وقومه ، ولو كان الدّين عند الثّريّا لتناوله رجال من الفرس» (٥).
وقال الأعمش ، عن أبي صالح قال : بلغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قول سلمان لأبي الدّرداء : إنّ لأهلك عليك حقّا ، فقال : «ثكلت سلمان أمّه لقد اتّسع من العلم» (٦).
__________________
(١) تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٢٠١.
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٤ / ٨٥ ، وأبو نعيم في الحلية ١ / ١٨٧ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٦ / ٩٦ ، والتهذيب ٦ / ٢٠١.
(٣) تاريخ دمشق ١٦ / ٩٦ ، التهذيب ٦ / ٢٠١ و ٢٠٣ ، صفة الصفوة ١ / ٥٣٥.
(٤) سورة محمد ـ الآية ٣٨.
(٥) أخرجه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان ١ / ٢ ، ٣ من طريق مسلم بن خالد الزنجي ، ومن طريق عبد الله بن جعفر المديني ، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن الحرقي. وأخرجه البخاري في التفسير (٤٨٩٧) و (٤٨٩٨) باب قوله : وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم ، من طريق سليمان بن بلال ، عن ثور ، عن أبي الغيث ، عن أبي هريرة ، ومسلم في الفضائل (٢٥٤٦) باب فضائل الفرس ، والترمذي في التفسير (٣٣٠٧) باب ومن سورة الجمعة ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٦ / ١٠٠ ، والتهذيب ٦ / ٢٠٣.
(٦) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٤ / ٨٥ من طريق عبد الله بن نمير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، بنحوه ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٦ / ١٠٠ ، والتهذيب ٦ / ٢٠٣ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٣٤٣ ، ٣٤٤ ونسبه إلى الطبراني في الأوسط. وأصل الحديث رواه البخاري في كتاب الصوم من صحيحه ، ورواية الحافظ ابن عساكر موقوفة على أبي صالح ، وهو تابعيّ.