أبو عمران الجونيّ ، عن عبد الله بن الصّامت قال : قال أبو ذرّ لعثمان : يا أمير المؤمنين افتح الباب لا تحسبني من قوم يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة ، يعني الخوارج.
العوّام بن حوشب : حدّثني رجل عن شيخ وامرأته (١) من بني ثعلبة قالا : نزلنا بالرّبذة ، فمرّ بنا شيخ أشعث فقالوا : هذا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فاستأذنّاه أن نغسل رأسه ، فأذن لنا واستأنس بنا ، فبينا نحن كذلك إذ أتاه نفر من أهل العراق فقالوا : يا أبا ذرّ فعل بك هذا الرجل وفعل ، فهل أنت ناصب لك راية ، فقال : لا تذلّوا السّلطان فإنّه من أذلّ السّلطان فلا توبة له ، والله لو أنّ عثمان صلبني على أطول خشبة لسمعت وصبرت ورأيت أنّ ذلك خير لي (٢).
حميد بن هلال ، عن عبد الله بن الصّامت ، قالت أمّ ذرّ : والله ما سيّر عثمان أبا ذرّ ـ تعني إلى الرّبذة ـ ولكنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال له : «إذا بلغ البناء سلعا فاخرج منها».
ابن شوذب (٣) ، عن غالب القطّان قال : يا أبا سعيد أعثمان أخرج أبا ذرّ؟ قال : معاذ الله.
أبو سعيد هو الحسن.
أبو هلال ، عن قتادة ، عن سعيد بن أبي الحسن ، أن أبا ذرّ كان عطاؤه أربعة آلاف ، فإذا أخذه دعا خادمه فسأله ما يكفيه للسنة فاشتراه ، ثمّ اشترى فلوسا بما بقي ، وقال : إنه ليس من وعاء ذهب ولا فضّة يوكأ عليه إلّا
__________________
(١) في سير أعلام النبلاء ٢ / ٧١ «عن شيخين من بني ثعلبة».
(٢) أخرجه أحمد في المسند ٥ / ١٦٥ ، وابن سعد في الطبقات ٤ / ٢٢٧ ، وفيه جهالة الرجل وابنته ، وباقي رجاله ثقات.
(٣) في النسخة (ع) «أبو شوذب» وهو تحريف.