عفّان (١) عن وهيب (٢) ، ورواه بتمامه ثقة ، عن عفّان (٣).
وقال الزّهريّ عن عبيد الله ، عن ابن عبّاس ، قال عمر في خطبته : وإنّ عليا والزّبير ومن معهما تخلفوا عنّا ، وتخلّفت الأنصار عنّا بأسرها ، فاجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر ، فبينما نحن في منزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا رجل ينادي من وراء الجدار : أخرج يا بن الخطّاب ، فخرجت فقال : إنّ الأنصار قد اجتمعوا فأدركوهم قبل أن يحدثوا أمرا يكون بيننا وبينهم فيه حرب ، وقال في الحديث : وتابعه المهاجرون والأنصار فنزونا على سعد بن عبادة ، فقال قائل : قتلتم سعدا ، قال عمر : فقلت وأنا مغضب : قتل الله سعدا فإنّه صاحب فتنة وشرّ (٤).
وهذا من حديث جويرية بن أسماء ، عن مالك. وروى مثله الزّبير بن بكّار ، عن ابن عيينة ، عن الزّهري.
وقال أبو بكر الهذليّ (٥) عن الحسن ، عن قيس بن عباد ، وابن
__________________
(١) هو عفّان بن مسلم الصّفّار البصريّ ، الثّقة الثّبت ، من رواة الإمام البخاري في الصحيح ، كما في (تهذيب التهذيب ٧ / ٢٣٠ رقم ٤٢٣) وغيره.
(٢) هو وهيب بن خالد بن عجلان ، الثقة الثّبت ، روى له الإمام البخاريّ في صحيحه ، على ما في (التهذيب لابن حجر ١١ / ١٦٩ رقم ٢٩٩).
(٣) رواه الحاكم في المستدرك ٣ / ٧٦ عن أبي العباس محمد بن يعقوب ، عن جعفر بن محمد بن شاكر ، عن عفان بن مسلم .. به ، وتابعه الذهبي في تلخيصه.
(٤) قال الأستاذ الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في كتابه (نقد علمي لكتاب الإسلام وأصول الحكم ص ٣٠) : وأمّا تخلّف سعد بن عبادة رضياللهعنه عن بيعة أبي بكر فهو الصحابيّ الوحيد الّذي لم يبايع لأبي بكر ، فلا بدّ من تأوّل فعله بما يليق بصحابيّ جليل : لعلّه لمّا رأى الأنصار قد أعدّته للخلافة يوم السقيفة ، ثم رأى إجماع الصحابة على أبي بكر وانصرافهم عن بيعة سعد استوحش نفسه بين النّاس ، وكان سعد رجلا عزيز النّفس ، فخرج من المدينة ولم يرجع إليها حتّى مات ... ولم ينقل عنه طعن في بيعة الصّدّيق ولا نواء بخروج ، فتخلّفه عن البيعة لا يقتضي رفضه لها ولا مخالفته فيها.
(٥) في طبعة القدسي ٣ / ٧ «الهزلي» بالزاي ، وهو تصحيف.