عائشة أخبره ، أنّ عائشة كانت تقول : إنّ من نعمة الله عليّ أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم توفّي في بيتي ، وفي يومي وبين سحري ونحري ، وأنّ الله جمع بين ريقي وريقه عند الموت ، دخل عليّ أخي بسواك وأنا مسندة رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى صدري ، فرأيته ينظر إليه ، وقد عرفت أنّه السّواك ويألفه ، فقلت : آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم ، فليّنته له ، فأمرّه على فيه ، وبين يديه ركوة ـ أو علبة ـ فيها ماء ، فجعل يدخل يده في الماء فيمسح وجهه ، ثمّ يقول : «لا إله إلّا الله ، إنّ للموت سكرات ، ثمّ نصب إصبعه اليمنى فجعل يقول «في الرفيق الأعلى ، في الرفيق الأعلى» حتى قبض ، ومالت يده. أخرجه البخاريّ (١).
وقال حمّاد بن زيد ، عن ثابت ، عن أنس قال : قالت فاطمة : لمّا مات النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وهي تبكي «يا أبتاه من ربّه ما أدناه ، يا أبتاه جنّة الفردوس مأواه ، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، يا أبتاه أجاب ربّا دعاه» ، قال : وقالت : يا أنس ، كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على النّبيّ صلىاللهعليهوسلم التراب؟ (خ) (٢).
وقال يونس ، عن ابن إسحاق : حدّثني يحيي بن عبّاد ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : مات رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو بين سحري ونحري ، في بيتي وفي يومي ، لم أظلم فيه أحدا ، فمن سفاهة رأيي وحداثة سنّي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم مات في حجري ، فأخذت وسادة فوسّدتها رأسه ووضعته من حجري ، ثم قمت مع النّساء أبكي وألتدم (٣). الالتدام : اللّطم.
وقال مرحوم بن عبد العزيز العطّار : ثنا أبو عمران الجوني ، عن يزيد
__________________
(١) في المغازي ٥ / ١٤١ ـ ١٤٢ باب مرض النبيّ صلىاللهعليهوسلم ووفاته. وانظر سيرة ابن هشام ٤ / ٢٥٩.
(٢) في المغازي ٥ / ١٤٤ ، وأحمد في المسند ٣ / ٢٠٤.
(٣) رواه أحمد في المسند ٦ / ٢٧٤ ، وابن هشام في السيرة ٤ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ، والطبري في التاريخ ٣ / ١٩٩.