وقال مسلم بن إبراهيم : ثنا عبد الله بن ميسرة ، ثنا عتّاب ، سمعت أبا سعيد يقول : الخاتم الّذي بين كتفي النّبيّ صلىاللهعليهوسلم لحمة نابتة (١).
وقال قيس بن حفص الدّارميّ : ثنا مسلمة بن علقمة ، ثنا داود بن أبي هند ، عن سماك بن حرب ، عن سلامة العجليّ ، عن سلمان الفارسيّ قال : أتيت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فألقى إليّ رداءه وقال : انظر إلى ما أمرت به ، قال : فرأيت الخاتم بين كتفيه مثل بيضة الحمام. إسناده حسن (٢).
وقال الحميدي : ثنا يحيى بن سليم الطّائفيّ ، عن ابن خثيم (٣) ، عن سعيد بن أبي راشد قال : لقيت التّنوخيّ (٤) رسول هرقل إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحمص ، وكان جارا لي شيخا كبيرا قد بلغ الفند (٥) أو قريبا ، فقلت : ألا تخبرني؟ قال : بلى ، قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم تبوك ، فانطلقت بكتاب هرقل ، حتى جئت تبوك ، فإذا هو جالس بين ظهراني أصحابه محتب على الماء ، فقال : «يا أخا تنوخ» ، فأقبلت أهوي حتى قمت بين يديه ، فحلّ حبوته عن ظهره ، ثمّ قال : «ها هنا امض لما أمرت به» فجلت في ظهره ، فإذا أنا
__________________
(١) هكذا في الأصل. وفي (ألوفا بأحوال المصطفى ص ٤١٠) : «بضعة ناشزة». ولعل صواب ما في الأصل : (ناتئة) كما يفهم من (دلائل النبوّة للبيهقي). وعند ابن كثير في الشمائل (نابتة) ، كالأصل.
(٢) أخرجه أحمد في المسند من حديث أطول ، من طريق أبي قرّة الكندي ، عن سلمان ٥ / ٤٣٨ و ٤٤٣ من حديث طويل في إسلام سلمان ، من طريق عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري ، عن محمود بن لبيد ، عن عبد الله بن عباس ، عن سلمان ، والبيهقي في الدلائل.
(٣) هو عبد الله بن عثمان ، أبو خثيم. وفي المعرفة والتاريخ «خيثم» وهو تصحيف.
(٤) يقال له : أبو محمد المازني ابن السماك. (تهذيب التهذيب ٤ / ٢٦) في الحاشية.
(٥) الفند في الأصل : الكذب. ويقال للشيخ إذ هرم وردّ إلى أرذل العمر : قد أفند ، لأنّه يتكلّم بالمحرّف من الكلام عن سنن الصحّة. وأفنده الكبر : إذا أوقعه في الفند. (انظر النهاية لابن الأثير).