الطّائي ، فغضبت قريش والأنصار وقالوا : يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّما أعطيهم أتألّفهم» ، فقام رجل غائر العينين ، محلوق الرأس ، مشرف الوجنتين ، ناتىء الجبين ، فقال : اتّق الله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «فمن يطع الله إن عصيته أيأمنني أهل السماء ولا تأمنوني»؟ فاستأذنه رجل في قتله (١) ، فأبى ثمّ قال : «يخرج من ضئضئ (٢) هذا قوم يقرءون القرآن ، لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة ، يقتلون أهل الإسلام ، ويدعون أهل الأوثان ، والله لئن أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد» رواه مسلم (٣) ، وللبخاريّ بمعناه (٤).
الأوزاعيّ ، عن الزّهريّ : حدّثني أبو سلمة ، والضّحّاك ، يعني المشرفي (٥) ، عن أبي سعيد قال : بينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقسم ذات يوم قسما ، فقال ذو الخويصرة من بني تميم : يا رسول الله اعدل ، فقال : «ويحك (٦) ومن يعدل إذا لم أعدل» (٧). فقام عمر فقال : يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنقه ، قال : «لا ، (٨) إنّ له أصحابنا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ،
__________________
(١) في صحيح مسلم «يرون أنه خالد بن الوليد».
(٢) أي من نسله وعقبه.
(٣) في صحيحه (١٠٦٤) كتاب الزكاة ، باب ذكر الخوارج وصفاتهم.
(٤) في صحيحه ٨ / ١٧٨ كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى : (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ..) ، وهو عند أبي داود (٤٧٦٤) في كتاب السّنّة ، باب في قتال الخوارج ، وأحمد في المسند ٣ / ٦٨ و ٧٣ و ١٦٦ و ١٧٦ و ٢٧٥ ، والنسائي ٥ / ٨٧ في كتاب الزكاة ، باب المؤلّفة قلوبهم ، وفي كتاب التحريم ٧ / ١١٧ ـ ١٢١ في حديث طويل ، باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس.
(٥) بكسر الميم وسكون الشين وفتح الراء ، وفي آخرها الفاء. نسبة إلى مشرف ، وهو بطن من همدان. (اللباب ٣ / ٢١٦) وقد تحرّفت في طبعة القدسي ٢ / ٢٧٦ إلى «المشرقي» بالقاف.
(٦) في صحيح البخاري «ويلك».
(٧) في صحيح البخاري زيادة هنا «قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل».
(٨) في صحيح البخاري ، «دعه» بدل «لا».