سعيد بن رافع قال : سألت ابن عمر : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) (١) نزلت في أبي طالب؟ قال : نعم (٢).
زيد بن الحباب ، ثنا حمّاد ، عن ثابت ، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث ، عن العبّاس ، أنّه سأل النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ما ترجو لأبي طالب؟ قال : «كلّ الخير من ربّي».
أيّوب ، عن ابن سيرين قال : لما احتضر أبو طالب دعا النّبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا بن أخي إذا أنا متّ فأت أخوالك من بني النّجّار ، فإنّهم أمنع النّاس لما في بيوتهم.
قال عروة بن الزّبير : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما زالت قريش كاعّة عنّي حتّى مات عمّي (٣).
كاعّة : جمع كائع ، وهو الجبان ، يقال : كعّ إذا جبن وانقبض.
وقال يزيد بن كيسان : حدّثني أبو حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعمّه : «قل لا إله إلّا الله أشهد لك بها يوم القيامة» فقال : لو لا أن تعيّرني قريش ، يقولون : إنّما حمله عليه الجزع لأقررت بها عينك.
فأنزل الله : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) الآية. أخرجه مسلّم (٤).
وقال أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، عن العبّاس أنّه قال : يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء ، فإنّه
__________________
(١) سورة القصص ـ الآية ٥٦.
(٢) انظر سيرة ابن كثير ٢ / ١٢٧.
(٣) السير والمغازي لابن إسحاق ٢٣٨.
(٤) صحيح مسلّم (٢٤ / ٤٢) كتاب الإيمان ، باب الدليل على صحّة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النزع ، وهو الغرغرة ، ونسخ جواز الاستغفار للمشركين ...