فالجواب : ان قلنا : ان الاضافات لا وجود لها فى الأعيان ، فقد زال السؤال. وان قلنا : ان لها وجودا فى الأعيان ، قلنا : الملازمة بينهما معللة بوحدة السبب.
المقدمة الرابعة من مقدمات برهان اثبات العلم بواجب الوجود : ابطال التسلسل.
مقدمة واعلم : أنا قبل الخوض فى تقرير هذا المطلوب ، نفتقر الى تقديم مقدمة. وهى: ان العلة المؤثرة لا بد وأن تكون موجودة حال وجود المعلول. والدليل عليه : أنه لو لم يكن كذلك ، لكان عند حصول المعلول تكون العلة غير موجودة ، فيلزم حصول المعلول حال عدم العلة ، فحينئذ يكون حصول ذلك المعلول بكون العلة غير موجودة ، فيلزم حصول المعلول حال عدم العلة ، فحينئذ يكون حصول ذلك المعلول لا لأجل وجود تلك العلة. وقد فرضنا الأمر كذلك. هذا خلف.
لا يقال : لم لا يجوز أن يقال : العلة فى حال وجودها ، توجب وجود المعلول بعد انقضاء العلة. وعلى هذا التقدير يكون وجود المعلول معللا بتلك العلة التى كانت موجودة قبل ذلك؟
لأنا نقول : القول بأن هذه العلة أوجبت فى هذه الساعة حصول المعلول غدا : قول باطل. وذلك لأن هذه العلة لما صدق عليها فى هذه الساعة أنها أوجبت ذلك المعلول ، فإيجاب ذلك المعلول اما أن يكون عبارة عن حدوث ذلك المعلول ، أو عن شيء آخر يترتب عليه حدوث ذلك المعلول. فان كان الأول لزم حدوث ذلك المعلول فى هذه الساعة لا بعده. وذلك لأنه لما صدق على تلك العلة انها أوجبت فى هذه الساعة