بيده أو خلقه بواسطة ملائكته التي أحضرت مكوناته الأساسية (التراب) ثم نفخ الله سبحانه فيه من روحه.
ولكني لم أجد في الكتب المعتمدة أن الذي أحضر التراب أحد من الملائكة ولكن الأمر منسوب لله سبحانه نفسه كما في التوراة ويمكن أن يكون ما ورد في كتاب (عرائس المجالس) للثعلبي مأخوذ من الإسرائيليات والمعروف أن هذا الكتاب مليء بالأحاديث الضعيفة والموضوعة والإسرائيلية كالرواية المنسوبة لعبد الله ابن سلام.
إذن فلا مجال لاعتراض «تسدال» علينا والملاحظ على «تسدال في هذا البحث أن كل ما ورد من كتب نصرانية خالفته اعتبرها شاذة ، وموضوعة ، واعتبرها لفرق ضالة. ولكنا نحن نقول هو من الكتب الإسلامية التي تحتاج إلى تهذيب وتنقية مما دخلها من الإسرائيليات.
أما زعم «تسدال» أن الميزان والصراط والمرور عليه والأعراف ، كلها مأخوذة من قدماء المصريين من كتابين : (كتاب عهد إبراهيم) الذي ألف قبل الهجرة بأربعمائة سنة (٤٠٠). وكتاب (الأموات) الذي وجد بخط اليد في قبور قدماء المصريين (١).
قلت : إن دعوة التوحيد دعوة ربانية نزل بها أبو البشرية آدم ـ عليهالسلام ـ وكان يعلمها لذريته. وكلما زاغت فئة من ذريته ـ عليهالسلام ـ كان الله سبحانه يرسل لهم من رسله من يرشدهم للصواب ، ويذكرهم بدعوة أبيهم آدم ـ عليهالسلام ـ.
ومن هذه الأمم التي بلغتها دعوة التوحيد قدماء المصريين. فقد تبنى هذه الدعوة الشاب المصلح «أخناتون» الذي كان داعية التوحيد بين قدماء المصريين. ويحتمل أن هذه الدعوة قد بلغته بالتأثر بدعوة أحد الأنبياء في عصره في بلاد الشام ، أو عن طريق اطلاعاته على ما كتب ممن سبقوه من أهل المعتقدات.
__________________
(١) انظر مصادر الإسلام ص ١٤٥ ـ ١٤٦.