ومعرفة مكامن الضعف عند المسلمين فيتسللوا من خلالها. وكذلك أنشئوا المجلات العلمية لنشر أفكارهم ودسائسهم فيها كمجلة العالم الإسلامي (سنة ١٩١١ م) برئاسة (صموئيل زويمر) رئيس المبشرين في الشرق الأوسط. كما أكثروا من التأليف عن الإسلام بكتب فقدت روح البحث العلمي لما حوته من تفاهات وأساطير وأباطيل وقلب للحقائق عن الإسلام ككتب «سال» مثلا (١) وقد استمرت سيطرة الكنيسة على حركة الاستشراق من سنة (١٣١٢ م) إلى القرن الثامن عشر حيث بدئ بالفصل بين اللاهوت والدراسات الاستشراقية في بعض البلاد الغربية كفرنسا وانجلترا. أما ألمانيا والنمسا فقد استمرت فيهما سيطرة الكنيسة على الحركة الاستشراقية لمنتصف القرن التاسع عشر حيث فصل بينهما.
وخير من وجه حركة الاستشراق وجهة علمية بعيدة عن التنصير وكان ذلك في منتصف القرن التاسع عشر المستشرق الفرنسي (سلفستر دي ساسي).
وممن اشتهر من المستشرقين بالدراسات الإسلامية على وجه الخصوص «جولد تسيهر» ، و «نولديكه» ، و «فلهاوزن» ، «ريتشارد بل» ، و «بلاشير» وغيرهم. كما أن هذا الدافع دفع اليهود لاستغلال حركة الاستشراق لتحقيق مآربهم وأهدافهم وإن لم يظهروا بشخصيتهم اليهودية بل تلونوا مع كل الطوائف وعملوا تحت كل اللافتات وكان من أشهرهم اليهودي المجري «جولد تسيهر» ، والألماني «نولديكه» وغيرهما كثير.
وكان هذا الدافع من أكثر الدوافع التي دفعت عجلة الاستشراق للأمام وأكثر من أساتذتها وتلاميذها.
٥ ـ الدافع الاستعماري والسياسي :
لازمت حركة الاستشراق الاستعمار الغربي لبلاد الشرق الإسلامي فقد
__________________
(١) الاستشراق والخلفية الفكرية ص ٧٢.