الفاسدة المخالفة للشرع الإسلامي الحنيف ، وإيهام الشباب أن سبب تخلف البلاد الإسلامية التمسك بالدين الذي يربي أفراده على الجمود والرجعية ـ على حد زعمهم ـ كل ذلك لتذويب الشخصية الإسلامية ولتسييرها في ركب الغرب الغاشم بسهولة ويسر.
٧ ـ تأييد الغزو الاستعماري لبلاد المسلمين والعمل على تحطيم المقاومة الإسلامية.
لذا قام المستشرقون بتقديم خدمات عدة لهذا الغرض ، من هذه الخدمات : تزويدهم الاستعمار بما يحتاجه من دراسات استشراقية عن مناطق نفوذه مما يسهل له مهمته ويمكنه من رقاب الشعوب الإسلامية وذلك بتعريفه بنقاط القوة في العالم الإسلامي لهدمها ومواطن الضعف للتسلل من خلالها ، فمن أجل هذه المهمة فتح المستشرقون في المنطقة جامعات وزودوها بالأساتذة الفاهمين لدورهم ، وزودوا الحملات الاستعمارية بأصحاب اختصاص ومعرفة بالشرق وأحواله من المستشرقين.
ولتسهيل المهمة أكثر فتحوا كراسي للغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعاتهم لتخريج كوادر طلابية تحمل سموم أفكارهم وتهيئ لهم المناخ في بلادنا لتحقيق أهدافهم وغاياتهم كما أنهم أعدوهم لتولي مناصب هامة في بلادنا لتنفيذ مخططاتهم كما أن هؤلاء المستشرقين يبذلون قصارى جهدهم لتحطيم مكامن القوة الإسلامية فشنوا حملاتهم ضد مفهوم الجهاد الإسلامي مع محاولاتهم صرف أنظار المسلمين إلى الدعة والقعود عن هذا الجهاد طالما أنه في سبيل الله. مع دفع مفهوم الجهاد الحقيقي لمعنى آخر وهو :
الاشتغال بالعبادة والزهد وتسميته بالجهاد الأكبر وإكمالا لهذا الأمر تبنوا الجماعات التي تؤول الجهاد عن معناه الحقيقي وتمنعه كالأحمدية والقاديانية في باكستان وغيرها (١) ، كما عمل المستشرقون على تحطيم وحدة المسلمين ، وتمزيق
__________________
(١) الرسول في كتابات المستشرقين ص ١٢٠.