وعبد الرحمن بن الحارث ، وعبد الله بن الزبير ، ومالك بن أبي عامر جد مالك ابن أنس الذي كان كاتبا ، وكثير بن أفلح ، وأبي بن كعب ممليا ، وأنس بن مالك ، وعبد الله بن عباس ، وهذيل وكان يملي ، وثقيف الذي كان كاتبا ، فهؤلاء أحد عشر رجلا ، ولعل عثمان بن عفان الذي كان المشرف على جميع العاملين بهذه المهمة والمتعاهد لهذا العمل الجليل فيكون تكملة الاثني عشر رجلا.
هذه الأسماء حسب روايات ابن حجر وابن أبي داود (١).
أما حكم «بلاشير» على اللجنة التي ذكر فيها أبيا أنها خيالية لزعمه هذا الاعتبار أن أبيا لم يشارك في هذا العمل الشريف وذلك لظنه بموته قبل بداية العمل سنة خمس وعشرين هجرية بينما كان العمل سنة ثلاثين للهجرة (٢).
فهذا الفهم والحكم خطأ وذلك لأن تاريخ وفاة أبي مختلف فيه كثيرا ، وقد رجح الإمام الواقدي وفاته في خلافة عثمان ـ رضي الله عنه ـ سنة اثنتين وثلاثين للهجرة. وقد ذكر ابن سعد في طبقاته بإسناد رجاله ثقات لكن فيه إرسال أن عثمان أمره أن يجمع القرآن الكريم. وهذا يؤكد روايات ابن حجر وابن أبي داود التي ذكرته من بين المكلفين بهذا العمل الجليل (٣). كما أن «بلاشير» قد ناقض نفسه وأثبته ممليا في إحدى اللجان بعد إنكاره عمله مع اللجان (٤).
الشبهة الثالثة :
موقف بعض الصحابة من الجمع العثماني لاستثنائهم من العمل :
زعم «بلاشير» أنه قد حصل انفجار واعتراض من بعض الصحابة الذين
__________________
(١) انظر فتح الباري ٩ / ١٩ ، وكتاب المصاحف ص ٣٣ ـ ٣٤ ، وكتاب القرآن والمستشرقون ص ١٠٩ ، وكتاب مباحث في علوم القرآن ـ صبحي الصالح ٧٩.
(٢) مقدمة على القرآن ـ بلاشير ص ٥٦.
(٣) انظر تهذيب التهذيب ١ / ١٨٧ ـ ١٨٨.
(٤) مقدمة على القرآن ـ بلاشير ص ٦٢.