من الآباء الروحيين الذين قصروا في أداء ما عليهم ، علاقات تضامنية بين المسلمين ولكي يجبروا ما ينقصهم في الحياة ، بعضهم البعض.
إن الواجب هو الرحمة على اليتامى دون أن يبغى منهم جزاء ولا شكور : (وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ) (٤ : ٦) .. عناية مجانية ورعاية دون مقابل لمصلحة اليتامى ، إلا للفقير ، فليأكل كما يعمل لأقل قليل.
القرآن يشرك اليتامى في الكثير من الانتفاعات الجماعية والعائلية ، فيوسطهم في قسمة الميراث بين أولي القربى والمساكين غير الوارثين : (وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً) (٤ : ٨) ويردف بهم الوالدين وذوي القربى في وجوب الإحسان إليهم : (.. وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَبِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ) (٤ : ٣٦).
فلو كان اليتيم مسكينا فله حقان : في الإرث وفي الإحسان ، وإلا فحق اليتيم لا يزيله عدم المسكنة لردفهم بالمساكين.
إن القيام بالإحسان والقسط لليتامى هو من واجبات الإيمان ، مهما كان اليتيم فقيرا أو غنيا ، لينوب مناب الوالد الذي كان قائما بالإحسان إليه مجانا : (.. وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالْقِسْطِ) (٤ : ١٢٧) (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ) (٢ : ٢٢٠) كذلك فليكرم اليتيم الذي يجد نفسه مهانا بفقد الوالد أو الوالدين : (كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) (٨٩ : ١٦) وليردف بالوالدين وذوي القربى في كافة الرحمات العائلية : (.. لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ) (٢ : ٨٣) (وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ) (٢ : ٢١٥).
وليحذّر عن أموالهم ولا يقرب إلا بالتي هي أحسن ، حفاظا عليها ، واستزادة