النخلة ، لتدقيق تفصيل كل شيء وغامض اختلاف كل حيّ ، وما الجليل واللطيف والثقيل والخفيف والقوي والضعيف في خلقه إلا سواء(عن علي عليه السّلام).
(وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى. فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى) :
المرعى كلّ نابتات الأرض ، التي يأكلها إنسانها وحيوانها ، رطبا ويابسا ، ما دام خضرا نضرا ، ثم يجعله الله غثاء : يطفح على المياه ، أو تفرقها الرياح ، أو متفرقة في بطون الأرض ، «أحوى» : شديد السواد ، ومنه الفحوم الحجرية ، التي تصنعها يد القدرة الإلهية ، لمكان «جعله» * وإن كان يشمل الفحوم الأخرى أيضا ، فإن صنع الإنسان من صنع الله ، لأنه بعقله وبصنعه من صنع الله.
وكما المرعى يفيد ، كذلك غثاؤه الأحوى يفيد ، يفيد فعلا حرارة مطبوعة للدفء والطبخ ، ويفيد أحيانا غذاء لذيذا : دهنا وصبغا للآكلين ، عملية شجرة الزيتون ، كما اخترعوه في القرن الأخير (١).
(سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى. إِلَّا ما شاءَ اللهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى) :
أقرأه : جعله قارئا بعد أن لم يكن ، وبما أن الرسول كان قارئا القرآن
__________________
(١) في مجلة مصرية مؤرخة ٢٣ أغسطس ١٩٢٥ م : «نشرت (التاجليشه رونتشا) خبرا مؤداه : أن حكومة برلين وبروسيا قد منحتا شركة (ايفانج) إعانة قدرها مليونان وخمسمائة مارك ذهبا ، لتنشئ بها مصنعا لاستخراج الزيت من الفحم على طريقة (برجيوس) وسينشأ هذا المصنع في (فنسلاوس) في (سيليزيا) السفلى ، ويجهز بآلات تستطيع أن تصفي مائتي ألف طن من تراب الفحم سنويا.
ومخترع هذه الطريقة هو الأستاذ (برجيوس / من (هيدلبرج) اخترعها في سنة ١٩٠٣ م ، وخلاصتها أنه يستصفي تراب الفحم مع الهيدروجين في جو يصل الضغط فيه إلى مائة وخمسين أو مائة درجة.