من مواليك يلمّون (١) بالمعاصي ، ويقولون : نرجو.
فقال : كذبوا ، ليسوا لنا بموال ، أولئك قوم ترجّحت بهم الأمانيّ ، من رجا شيئا عمل له ، ومن خاف من شيء هرب منه.
عدّة من أصحابنا (٢) ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن بعض أصحابه ، عن صالح بن حمزة ، رفعه ، قال : قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : إنّ حبّ الشّرف (٣) والذّكر لا يكونان (٤) في قلب الخائف الرّاهب.
محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن نعمان ، عن حمزة بن حمران قال : (٥) سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول : إنّ ممّا حفظ من خطب النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه قال : أيّها النّاس ، إنّ لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم ، وإنّ لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم. ألا إنّ المؤمن يعمل بين مخافتين : بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه ، وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه ، فليأخذ العبد المؤمن [من] (٦) نفسه [لنفسه] (٧) ، ومن دنياه لآخرته ، وفي الشّبيبة قبل الكبر ، وفي الحياة قبل الممات.
فو الّذي نفس محمّد بيده ، ما بعد الدّنيا من مستعتب (٨) ، وما بعدها من دار إلّا الجنّة أو النّار.
محمّد بن يحيى (٩) ، عن أحمد بن محمّد (١٠) ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن الحسين بن أبي سارة قال : سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول : لا يكون [المؤمن] (١١) مؤمنا حتّى يكون خائفا راجيا ، ولا يكون راجيا حتّى يكون عاملا لما يخاف ويرجو.
عليّ بن إبراهيم (١٢) ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن فضيل بن عثمان ، عن
__________________
(١) لمّ به وألمّ : نزل. وألمّ بالذّنب : قارب أو باشر اللّمم. واللّمم : صغار الذّنوب.
(٢) نفس المصدر / ٦٩ ، ح ٧. والحديث طويل.
(٣) ر : الترف.
(٤) يوجد في النسخ هاهنا زيادة : إلّا.
(٥) نفس المصدر / ٧٠ ، ح ٩.
(٦ و ٧) من المصدر.
(٨) المستعتب : موضع الاستعتاب ، أي : طلب الرّضا.
(٩) نفس المصدر / ٧١ ، ح ١١.
(١٠) كذا في المصدر. وفي النسخ : عن أحمد بن محمّد بن محمّد.
(١١) من المصدر.
(١٢) نفس المصدر ، ح ١٢.