والقتل ثمّة (١) ، ومعطوف عليه التّذبيح ـ هاهنا ـ. وهو إمّا جنس العذاب (٢) ، أو استعبادهم واستعمالهم بالأعمال الشّاقّة.
(وَفِي ذلِكُمْ) : من حيث أنّه بإقدار الله إيّاهم وإمهالهم فيه.
(بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) (٦) : ابتلاء منه.
ويجوز أن تكون الإشارة إلى الإنجاء ، والمراد بالبلاء : النّعمة.
(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ) : أيضا من كلام موسى ـ عليه السّلام ـ.
و «تأذّن» بمعنى : آذن ، كتوعّد وأوعد ، غير أنّه أبلغ لما في التّفعّل من معنى التّكلّف والمبالغة ، أي : أعلم ربّكم.
(لَئِنْ شَكَرْتُمْ) : يا بني إسرائيل ، ما أنعمت عليكم من الإنجاء وغيره بالإيمان والعمل الصّالح.
(لَأَزِيدَنَّكُمْ) : نعمة إلى نعمة.
(وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ) (٧) : فلعلّي أعذبكم على الكفران عذابا شديدا. ومن عادة أكرم الأكرمين أن يصرّح بالوعد ، ويعرّض بالوعيد (٣).
والجملة مفعول قول مقدّر (٤). أو مفعول «تأذن» على أنّه يجري مجرى «قال» ، لأنّه ضرب منه.
في كتاب الخصّال (٥) : عن معاوية بن وهب (٦) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : يا معاوية ، من اعطي ثلاثة لم يحرم ثلاثة : من أعطي الدّعاء أعطي الإجابة ومن اعطي الشكر اعطي الزيادة ، ومن اعطي التّوكل اعطي الكفاية. فإنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول في كتابه : (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ). ويقول : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) ويقول : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).
__________________
(١) ثمّة : هناك.
(٢) وعلى هذا فعطف «يذبّحون» عليه عطف الخاصّ على العام.
(٣) فإنّه ـ تعالى ـ صرح بالوعد فقال : (لَأَزِيدَنَّكُمْ) ، وعرض بالوعيد فقال : (إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ) من جهة أنّه لم يقل : وإن كفرتم عذّبتكم.
(٤) فيكون التقدير : وإذ تأذّن ربّكم قائلا : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ) ... الخ.
(٥) الخصال ١ / ١٠١ ، ح ٥٦.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : مسعود بن عمّار.