وفي روضة الكافي (١) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، [وعلي بن محمد ، عن القاسم بن محمد] (٢) عن سليمان بن داود المنقريّ ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : قال : ومن ذهب يرى أنّ له على الآخر فضلا ، فهو من المستكبرين.
فقلت له : إنّما يرى أنّ له عليه فضلا بالعافية (٣) إذا رآه مرتكبا للمعاصي.
قال : هيهات هيهات ، فلعلّه أن يكون قد غفر له ما أتى وأنت موقوف تحاسب (٤).
أما تلوت قصّة سحرة موسى ـ صلوات الله عليه ـ.
والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ) : القائل بعضهم على التّهكّم. أو الوافدون عليهم. أو المسلمون.
(قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (٢٤) ، أي : ما تدّعون نزوله ، أو المنزل أساطير الأوّلين. وإنّما سمّوه : منزلا ، على التّهكّم. أو على الفرض ، أي : على تقدير أنّه منزل ، فهو أساطير الأوّلين لا تحقيق فيه. والقائلون له قيل (٥) : هم المقتسمون.
(لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) ، أي : قالوا ذلك إضلالا للنّاس ، فحملوا أوزار ضلالهم كاملة. فإنّ إضلالهم نتيجة رسوخهم في الضّلال.
(وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ) : وبعض أوزار ضلال من يضلّونهم. وهو حصّة التّسبّب.
(بِغَيْرِ عِلْمٍ) : حال من المفعول ، أي : يضلّون من لا يعلم أنّهم ضلّال. وفائدتها الدّلالة على أنّ جهلهم لا يعذرهم ، إذ كان عليهم أن يبحثوا ويميّزوا بين المحقّ والمبطل.
(أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ) (٢٥) : بئس شيئا يزرونه فعلهم.
وفي تفسير العيّاشي (٦) : عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : نزّل جبرئيل ـ عليه السّلام ـ هذه الآية هكذا : وإذا قيل لهم ما ذا أنزل ربكم في علي قالوا أساطير الأولين (لِيَحْمِلُوا) ، يعني : بني إسرائيل.
__________________
(١) الكافي ٨ / ١٢٨ ، ضمن ح ٩٨.
(٢) يوجد في المصدر مع المعقوفتين.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : بالعاقبة.
(٤) المصدر : محاسب.
(٥) أنوار التنزيل ١ / ٥٥٣.
(٦) تفسير العياشي ٢ / ٢٥٧ ، ح ١٧.