وإن فيك لَنظرةً أي رَدّة وقُبحاً ؛ قال :
وأنا سيفٌ من سيوفِ الهِندِ |
|
ما شئت إلّا نظرة في الغِمدِ |
وكلّ ما سرّك عِندي عِندي |
ومن المجاز : نظرت الأرضُ بعينٍ وبعينينِ إذا ظهر نباتها. ونظر الدهرُ إليهم : أهلكهم. وحيٌّ حِلالٌ ورئاء ونَظَرٌ : متجاورون ينظر بعضهم إلى بعض. وبيننا نَظَرٌ أي قدرُ نَظرٍ في القُرب. ونَظَر إليك الجبلُ أي قابلك. ودورهم تتناظر. وهذا الجيش يناظر ألفاً : يقاربه ، وهو نظيره بمعنى مناظره أي مقابله ومماثله ، وهم نظراؤه ، وهي نظيرتها ، وهن نظائر : أشباه. وعن الزهريّ : لا تُناظرْ بكلام الله ولا بكلام رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، أي لا تقابل به ولا تجعل مِثلاً له. وما كان نظيراً لهذا ولقد أنظرتُه ، وما كان خطيراً ولقد أخطرتُه. وإن فلاناً لفي منظر ومستمَع وريّ ومَشبَع ؛ أي في خصب ودعة وفيما أحبّ أن ينظر إليه ويستمع ؛ قال أبو زبيد :
قد كنتُ في منظر ومستمَع |
|
عن نصر بهراءَ غير ذي فرس |
وقال زِنباع بن مِخراق :
أقول وسيفي يفلق الهامَ حَدُّه |
|
لقد كنتُ عن هذا المقام بمنظَر |
وسيّد منظور : يُرجَى فضلُه وترمقه الأبصار ، وأنا أنظر إلى الله ثمّ إليك معناه أتوقّع فضل الله ثمّ فضلك. وسمعتُ صبيَّة سَرَويّة بمكّة تقول : عُيَيْنَي نُوَيظرة إلى الله وإليكم. وناظرته في أمر كذا إذا نظر ونظرتَ كيف تأتيانه. وفلان شديد الناظر إذا كان بريء الساحة ممّا قُرف به. وانظر لي فلاناً نَظَراً حسَناً : اطلبه لي. وفرسٌ نَظَّار : طامح الطرف لشهامته وحدّة فؤاده ؛ وقال :
نابي المَعَدَّيْن وَأًى نَظَّارُ |
|
مَحجَّلٌ لاحَ له خِمارُ |
أي غرة. وضربناهم من نَظَرٍ وبنظرٍ أي أبصرناهم. ورجل نَظورٌ : لا يغفل عن النظر فيما أهمّه.
نظف ـ نَظُفَ الإناءُ ، ونظَّفتُه فهو نظيف.
ومن المجاز : استنظفَ الوالي الخراجَ : استوفاه نحو قولهم : استصفَى الخراج ، وعن بعض أهل اللغة الصوابُ بالضاد من انتضف الفصيلُ ما في الضّرع والإبلُ ما في الحوض إذا اشتفّته. ورجل نظيفُ الأخلاق : مهذَّبٌ ، وهو يتنظَّف : يتنزّه من المساوئ.
نظم ـ نَظَمتُ الدُّرَّ ونظَّمتُه ، ودرٌّ منظوم ومنظَّم ، وقد انتظم وتنظّم وتناظم ، وله نَظْمٌ منه ونِظام ونُظُمٌ.
ومن المجاز : نَظَمَ الكلام. وهذا نَظْمٌ حسنٌ ، وانتظم كلامُه وأمره. وليس لأمره نظام إذا لم تستقم طريقته ، وتقول : هذه أمور عِظام لو كان لها نِظام ، ورمى صيداً فانتظمه بسهم. وطعنه فانتظم ساقيْه أو جنبَيْه ؛ قال الأفوه :
تخْلي الجماجمَ والأكفَّ سيوفُنا |
|
ورماحُنا بالطّعن تنتظم الكُلَى |
وهذان البيتان ينتظمهما معنًى واحدٌ. وجاءنا نَظْمٌ من جراد ونِظامٌ منه : صفٌّ. ونظَمتِ الضَّبَّةُ والسمكةُ ونَظَّمتْ فهي ناظم ومنظِّم : امتلأت من البيض. ونظَمتِ النخلةُ : قبِلت اللّقاحَ ، وخردلتْ إذا لم تقبل. وفي بطنها إنظَامان وهما الكُشْيتان وأناظِيم.
نعب ـ نَعَبَ الغرابُ ينعَبُ وينعِبُ نعيباً وهو مدّه عنقَه في نُعاقه.
ومن المجاز : نعَبتِ الإبلُ : مدّت أعناقها في سيرها. وناقة نَعوبٌ ونَعَّابة ، وإبل نواعبُ ، وتقول : ويلٌ للفتيان والكواعب من السُّحْم والصُّهْبِ النّواعب.
نعت ـ هو منعوت بالكرَم وبخصال الخير ، وله نعوتٌ ومناعتُ جميلة ، وتقول : هو حُرُّ المنابت حسنُ المناعت ، وشيء نَعْتٌ : جَيّدٌ بالغ. وفرس نَعْتٌ : بليغٌ في العِتْق. وإنّ عبدَك لنَعْتٌ وإنّ أَمَتك لنَعْتَةٌ. وانتعتت المرأةُ بالجمال ، كما تقول : اتّصَفَتْ ؛ وقال :
رأيته طُوَالَ السّاعدَيْن عَنَطْنطاً |
|
كما انتَعَتَتْ من قوّةٍ وشبابِ |
أي كما هي كذلك. واستنعته : استوصفه.