سوابقها يخرجن من متنصِّب |
|
خروج القواري الخضر من سَبَل الرّعد |
وقال الشمّاخ يصف نساء :
فقلتُ غمامات تنصَّبن في الضّحى |
|
طِوالُ الذّرى هبّت لهنّ جَنوبُ |
ونَصبتُه لأمر كذا فانتصب له. ونُصِبَ فلان لعمارة البلد. ونَصَبنا لهم حرباً ، وناصبناهم مناصبة. وناصبْتُ لفلان : عاديته ، نَصْباً ؛ قال جرير :
وإذا بنو أسد عليّ تحزّبوا |
|
نَصبتْ بنو أسد لمن راماني |
ومنه : الناصبِيَّة والنواصبُ. وأهل النَّصْبِ : الذين يَنصِبون لعليّ ، كرَّم الله تعالى وجهه. ونَصبتُ له رأياً إذا أشرتَ عليه برأي لا يعدل عنه. وهو يرجع إلى مَنصِب صدق ونِصاب صدق وهو أصله الذي نُصِبَ فيه ورُكِّبَ. وفلان كريمُ المَنصِب والمُركَّب ، ومنه : نِصاب السكين وهو أصله الذي نُصب فيه ورُكِّب سِيلانُه. ولي نَصيبٌ فيه : قسم منصوب مشخَّص ، وأنصباءُ. وهمٌ ناصبٌ : ذو نَصَبٍ.
نصت ـ أنْصَتُ للمحدّث وأنصَتُّه ؛ وأنشد يعقوب :
إذا قالت حَذامِ فأنصِتوها |
|
فإنّ القولَ ما قالت حَذامِ |
وفي حديث طلحة : «أنصِتوني» ، ونصَت له يَنصِت واستنصتَ ، ووقفتُ مُنصِتاً ومستنصِتاً ، واستَنْصَتَه : سأله أن ينصت ؛ قال الطِّرمّاح :
يزيدُ غداً في عارض متألّق |
|
مَرَته الصَّبا واسْتَنْصَتَتْهُ دَبورها |
نصح ـ نصحتُه ونصحتُ له نُصْحاً ونَصيحة ، وأنا لك نَصيحٌ ، وتنصّحتُ له ، وعن أكثم : يا بنيّ إيّاكم وكثرةَ التَّنصُّح فإنّه يورث التُّهمة ، وناصحتُه مناصحة. وناصح نفسه في التوبة إذا أخلصها. واستنصحتُه وانتصحتُه ؛ قال الكميت :
تركتُ محلَّ السوء إذ لم يواتني |
|
ولم أنتصِحْ فيه المُنيمَ المهَدهِدا |
وهو الذي ينيم الصبيَّ ويناغيه حتى يهدأ ؛ قال النابغة :
فلا عُمَرُ الذي أَثني إليهِ |
|
وما رفعَ الحجيجُ إلى إلالِ |
لما أغفلتُ شكرك فانتصحني |
|
وكيف ومن عطائك جلّ مالي |
أي فعُمَرُ الذي فزاد [لا]. وانتصِحْ كتابَ الله : اقبلْ نصحَه.
ومن المجاز : هو ناصحُ الجيبِ. ونَصَحَ الغيثُ البلادَ : جادها ووصل نبتَها ، وأرضٌ منصوحةٌ. ونصحتِ الإبلُ الريَ : صدَقته ؛ قال يخاطب إبلَه :
هذا مقامي لكِ حتى تَنصَحي |
|
رِيّاً وتجتازي بلادَ الأبطَحِ |
وغيوثٌ نواصحُ : مترادفة. ونصح الخيَّاطُ الثوبَ إذا أنعم خياطته ولم يترك فيه فتقاً ولا خللاً ، شَبَّهَ ذلك بالنُّصح. وصلِّبْ نِصاحَك : خيطك. وقميصٌ مَنصوحٌ وآخرُ مُنصاح أي منشق ، وثوب متنصَّح ، وإن في ثوبك لمترقَّعاً ومتنصَّحاً : موضع خياطة وترقيع. وسقاني ناصحَ العسل : ماذيَّه ، يقال : نصَح العسلُ ونصَع ، وتوبة نَصوحٌ ، وقد نَصَحَتْ توبتُه نُصوحاً.
نصر ـ نصره الله تعالى على عدوّه ومن عدوّه : (وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا) نصراً ونُصرةً ، والله ناصره ونصيره. واستنصرتُه عليه ، وتناصروا ، وهم أنصاري. وانتصرتُ منه. ورجل نَصرانيٌ وامرأةٌ نَصْرانيّة ونَصْرانٌ ونَصْرانَةٌ ، وقومٌ نَصارَى ، وتنصَّر ، ونصَّر ولدَه.
ومن المجاز : أرضٌ منصورةٌ : مَغِيثَة ، ونصَر اللهُ الأرض : سُمّي المطر نَصْراً كما سُمّي فَتْحاً. ومدّت الواديَ النواصرُ : المسايل التي تأتي بالماء من بعيد ، الواحد : ناصر. ووقف سائل على قوم فقال : انصروني نصركم الله : يريد أعطوني أعطاكم الله.
نصص ـ الماشطة تَنُصُ العروسَ فتقعدها على المِنَصَّة ، وهي تنتصُ عليها ، أي ترفعها. وانتصَ السَّنامُ : ارتفع وانتصب ؛ قال مسكين الدارمي :