ثبت نَبت ، ونَبّتَ الصبيَ : ربّاه ، وفلانٌ يُنَبِّتُ جاريتَه رَجاء الرّبح فيها. ونَبِّتْ أجلَك بين عينيك. ونبتَتْ لبني فلانٍ نابِتةٌ : نشأ لهم نَشَأٌ صِغار ، وإنّ بني فلان لنابِتَةُ شَرّ ، وهذا قول النّابتة والنّوابت وهم الحشويّةُ. وتقول : ألم ينبت حِلمُ فلان؟ قال النّمرُ بن تَوْلَبٍ :
على أنّها قالَتْ عَشيّة زرْتُها |
|
هُبِلتَ ألم يَنبُتْ لذا حِلمُه بعدي |
نبث ـ نَبَثَ التّرابَ من الحُفرة : استخرجه ، وركموا النَّبيثةَ والنَّبائثَ في جانبي النّهر وحول البئر وهو تراب الحَفْر ، وما رأيتُ بأرضهم نَبِيثاً : أثَرَ حَفْر.
ومن المجاز : نَبَثُوا عن الأمر : بحثوا عنه ، وهو يستنبث أخاه عن سرّه : يَستبحثه ، وأبدى فلانٌ نبيثةَ القوم ونبائثهم. وبينهم شحناءُ ونَبائثُ ، ولا يزالون يتنابثون عن الأسرار ويتباحثون عن الأخبار. وتقول : ظهرتْ نبائثهم ولم تخفَ خبائثهم ؛ وقال :
وإن حفَرُوا بئري حفرتُ بِئارَهم |
|
وسوفَ تُرَى آثارُها والنَّبائِثُ |
وفلانٌ خبيثٌ نبيثٌ.
نبج ـ إنّه لنفّاجٌ نَبّاجٌ : ليس معه إلّا الكلام ، وكذبتْ نَبّاجتُه : اسْته. وعنده الأنبِجاتُ : الأشياء التي تُربَّب بالعَسَل كالإهْليلَج والأُترُجّ وهي من الأَنبَجِ وهو حمل شجرٍ يكون بالهند على خِلْقة الخَوْخ ولُبابه كلُبابه يُربَّبُ بالعَسَل.
نبح ـ نَبَحَته الكلابُ ، وكلبٌ نَبّاحٌ ، وله نَبْحٌ ونُبَاح ، واستنبح الضّيفُ الكلابَ.
ومن المجاز : نبح الظّبيُ والتّيسُ عند السِّفاد والهُدهُد ؛ قال النّابغةُ يصف فرساً :
فيَصِيدُنا العَيْرَ المُدِلّ بشَدّهِ |
|
قَبلَ الوَنَى والأشعَبَ النّبّاحَا |
وقال خالد بن الصَّقعب :
كأنّ عَرينَ أيكَتِه تَلاقى |
|
بهِ جَمْعانِ من نَبَطٍ ورُومِ |
نُباحُ الهُدهُد الحَوْليّ فيهِ |
|
كنبح الكلب في الأنَس المقيمِ |
ونبح الشاعرُ : هَجا. وسمعتُ نُبوحَ الحَيّ : ضَجّتهم بما معهم من الكِلاب وغيرها ؛ قال طُفيل :
عوازبُ لم تسمع نُبوحَ مُقامَةٍ |
|
ولم تَرَ ناراً تِمَّ حَوْلٍ مُجَرَّمِ |
وقال الأخطلُ :
إنّ العَرارَةَ والنُّبُوحَ لدارِمٍ |
|
والمُستخفّ أخوهمُ الأثْقالا |
نبذ ـ نبذ الشيءَ من يده : طرحه ورمى به. وصبيّ منبوذ ، والتقطَ فلانٌ منْبوذاً ونبيذةً ونبائذَ. ونَبَّذَه : أكثر نَبْذَه ؛ قال :
هَلّا غَضِبْتَ لرَحْلِ جا |
|
رك إذا تُنَبّذه حَضاجِر |
«ونُهي عن المُنابذة في البيع». وهي أن تقول : انبذ إليّ المتاعَ أو أنبذه إليك ليجب البيعُ ، ويقال له : بَيعُ الإلقاء. وجلس على المِنْبَذة وهي الوسادة تُنبَذُ للإنسان : تُطرح له ، وطرحوا لهم المنابذ ، وتقول : تعمّموا بالمشَاوِذ وجلسوا على المنابذ.
ومن المجاز : نَبَذ أمري وراء ظهره إذا لم يَعْمل به (فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ) (نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ). وانتبذ الرّجلُ : اعتزل ناحيةً ، وجلس نَبْذةً ونُبْذةً. وهو مُنتبِذ الدّار : نازِحُها ، وهو في مُنتبَذ الدّار : في منتزحها. ونبذ إلى العدوّ : رمى إليه بالعَهْد ونقَضَه ، ونابذَه مُنابذَةً وتنابَذوا. ونَبذ النّبيذَ وهو أن يُلقي التّمر في الجَرّ وغيره ، وانتبذ لنفسه ، والنّبيذ : التمر المنبوذ ، ومنه : فلانٌ يَنبُذ عليّ أي يغلي كالنّبيذ وينفثُ عليّ. ونبذتْ فلانةُ قَوْلاً مليحاً : رمتْ به ؛ قال القطاميُّ :
فهنّ ينبِذْنَ من قوْلٍ يُصبْن بهِ |
|
مواقعَ الماء من ذي الغُلّة الصّادي |
ونبذتُ إليه السّلامَ والتّحيّةَ ؛ قال الراعي :
فلمّا تداركْنا نبَذْنا تحِيّةً |
|
ودافعَ أدْنانا العوارِضَ باليَد |