فهل تُبْلِغَنّيهِمْ على نأيِ دارِهمْ |
|
نَعَمْ بِبَلاغِ اللهِ وَجْناءُ ذِعْلِبُ |
وبَلَغَ في العِلْم المَبَالِغَ. وبَلَغَ الصّبيُّ. وبلَغَ اللهُ به فهو مبلوغ به. وبلَغَ مني ما قلتَ ، وبلَغَ منه البُلَغِينَ والبِلَغِينَ. وأبْلَغْتُ إلى فلان : فعلتُ به ما بَلَغَ به الأذى والمَكرُوهَ البَليغَ. واللهمّ سَمْعاً لا بَلْغاً. وتَبالَغَ فيه المَرضُ والهَمُّ إذا تَنَاهَى. وتَبَلّغَ بالقَليلِ : اكتَفَى به ، وما هي إلّا بُلْغَةٌ أتَبَلّغُ بها. وتَبَلّغَتْ به العِلّةُ : اشتَدّتْ. وبَلُغَ الرجلُ بَلاغَةً فهو بَليغٌ وهذا قولٌ بَليغٌ. وتَبالَغَ في كلامه : تَعَاطَى البَلاغَةَ وليس من أهْلِها ، وما هو ببَليغٍ ولكن يَتَبالَغُ. وبَلّغَ الفارِسُ : مَدّ يده بعِنانِ فرَسِه ليزيدَ في عَدْوِه. ووصلَ رِشاءَه بتَبْلِغَةٍ وهو حُبَيْلٌ يُوصَلُ به حتى يَبْلُغَ الماءَ وهو الدّرَكُ ، ولا بُدّ لأرْشِيتِكم من تَبالِغَ.
بلق ـ أشهرُ من الأبْلَقِ. وأبلَقَ البابَ ثمّ أصْفَقَه أي فتَحَه ثمّ ردّه. والناسكُ في مَلَقِه أعظمُ من المَلِكِ في بَلَقِه ، أي في فُسطاطِه ؛ قال امرؤ القيس :
فَلْيَأتِ وَسْطَ قِبَابِهِ بَلَقي |
|
وَلْيَأتِ وَسْطَ خَمِيسِهِ رَجْلي |
بلقع ـ دارٌ بَلْقَعٌ ودِيارٌ بَلاقِعُ ، ونزلنا ببَلْقَعَةٍ مَلْسَاء.
بلل ـ في صدره غُلّه وما في لسانِه بِلّه. وما في سِقائِه بِلالٌ وهو ما يُبَلّ به. ويقال : اضربوا في الأرض أميالاً تجِدوا بِلالاً ؛ وما فيه بُلالَة ولا عُلالَة. وريحٌ بَليلٌ : باردةٌ مع مَطَرٍ. وبَلّ من مَرَضِه وأبَلّ واستَبَلّ. وكثيراً ما كان يَتَمَثّل سيبَوَيْهِ بقوله :
إذا بَلّ من دَاءٍ بهِ ظَنّ أنّهُ |
|
نَجَا وبِهِ الدّاءُ الذي هوَ قَاتِلُهْ |
وبَلِلْتُ به : ظَفِرْتُ ؛ قال طَرَفَةُ :
مَنِيعاً إذا بَلّتْ بِقَائِمِهِ يَدِي
وهو حِلٌ بِلٌ. وفي صَدْرِه بَلْبَالٌ وبَلابِلُ. وتقول : متى أخطَرْتُك بالبَال وقعتُ في البَلْبَال.
ومن المجاز : بُلّوا أرحامَكم ، ونحوُه نَدِّ رَحِمَك ، ونَضَحْتُ وُدَّك ؛ قال :
نَضَحْتُ أدِيمَ الوُدّ بَيني وبَيْنَكم
وبَلّكَ اللهُ بابنٍ. وما أحسَنَ بِلّةَ لِسانِه إذا كان واقِعاً على مَخارِجِ الحروف. وفلانٌ بَزِيعُ المَنطق بَليلُ الرّيق. ولم أرَ أبَلَ منه رِيقاً. ولا تَبُلُّكَ عندي بَالّةٌ أي لا يُصِيبُك خَيرٌ. وابتَلّ فلانٌ وتَبَلّلَ : حَسُنَتْ حالُه بعد الهُزال. وطَوَيْتُهُ على بُلَّتِه إذا احتَمَلْتَه على فسادِه ، وأصله السّقاء يُطْوَى وهو مُبْتَلٌ فيَعْفَنُ ؛ قال :
ولَقَد طَوَيتُكُمُ على بُلُلاتِكُمْ |
|
وعَلِمْتُ ما فيكم من الأَذرَابِ |
بلم ـ المالُ بيني وبينك شَقّ الأُبْلُمَةِ وهي خُوصَةُ المُقْلِ ؛ قال :
أتَوْنا ثائِرِينَ فلَن يَؤوبُوا |
|
بأُبْلُمَةٍ تُشَدّ على بَزِيمِ |
أي على دَسْتَجَةِ بَقْلٍ.
بله ـ خيرُ أولادِنا الأَبْلَهُ العَقُول وخيرُ النّساء البَلْهاءُ الخَجول ؛ قال :
ولقد لهَوْتُ بطَفْلَةٍ مَيّالةٍ |
|
بَلهاءَ تُطلِعُني على أسرَارِها |
وتَبَالَهَ فلانٌ ؛ قال عُمَرُ بنُ أبي رَبيعَةَ :
تَبَالَهْنَ بالعِرْفَانِ لمّا عَرَفْنَني |
|
وقُلْنَ امرُؤٌ باغٍ أكَلَّ وَأوْضَعَا |
وتقول : هذا ما أُظْهِرُه لك بَلْهَ ما أُضْمِره أي دَعْ ما أُضمره فهو خيرٌ ممّا أُظْهِرُه.
ومن المجاز : هو في شَبابٍ أبْلَهَ وعَيشٍ أبْلَهَ ، يرادُ غفلَةُ صاحبهِما عن الطّوَارِق ؛ قال رُؤبَةُ :
بَعدَ غُدانيّ الشّبابِ الأبْلَهِ
ومنه : هو في بُلَهْنِيَةٍ من عَيْشِه. تقول : لا زِلْتَ مُلَقًّى بتَهْنِيَه مُبَقًّى في بُلَهْنِيَه. وجَمَلٌ أبْلَهُ وناقَةٌ بَلْهاءُ : لا تَنْحاشُ مِن ثِقْلٍ كأنّها حَمْقاء. وفلانٌ يَتَبَلّه في المَفَازَةِ أي يَتَعَسّفُ من غيرِ هِدايَةٍ ولا مَسألَةٍ.