إذا دَمعتْ عيني تعلّلتُ بالقَذَى |
|
وقلتُ لصُحباني بَصيرٌ قَذانِيَا |
وقَذتِ العينُ تقذِي : رمت بقذاها. واقتذى الطائرُ : ألقى القذى عن عينه وذلك حين يحكّ رأسه ؛ قال حميد بن ثور :
خَفى كاقتذاء الطّير واللّيلُ مُدبِرٌ |
|
بجُثمانِه والصّبح قد كاد يَسطعُ |
ومن المجاز : جاءنا في أقذاءٍ من النّاس وهم السَّفِلة. وفي الحديث : «وجماعة على أقذاءٍ». وفلان في عينه قَذاة إذا ثقُل عليه. ويقال : كلّ أنثى تَقذي وكلّ ذكر يَمذي أي ترمي ببياضها من شهوة الفحل.
قرأ ـ قرأتُ الكتاب واقترأتُه ، وأقرأته غيري ، وهو من قَرَاءةِ الكتاب ، وفلان قارئٌ وقَرّاء : ناسك عابد ، وهو من القُرَّاء ؛ وقال جرير :
يا أيّها القارئُ المُرخي عِمامَته |
|
هذا زمانُك إنّي قد مضَى زمني |
وقد تقرّأ فلان : تنسّك. واقرأْ سلامي على فلان ، ولا يقال : أقرئه مني السّلام. وأقرأتِ المرأة : حاضت ، وامرأة مقرئٌ ، واعتدّتْ بثلاثة قُروءٍ وأقراء وأقرُؤ. ودفعتُ جاريتي إلى فلانة أُقرِّئها أي أمسكها عندها لتحيض ، وجاريةٌ مقرَّأة ، وإذا اشتريت أمَةً فلا تقربها حتى تُقرِّئها. وما قَرَأتْ هذه النّاقة سَلاً قَطُّ : ما ضمت أي ما حملت ولداً ؛ قال حميد بن ثور :
أراها غلامانا الخَلَى فتشذّرتْ |
|
مِراحاً ولم تَقرَأ جَنيناً ولا دَمَا |
فخطرت بذَنَبها.
قرب ـ قَرُبَ منه وإليه ، واقترِبْ مني ، وقرّبتُه فتقرّب ، وقاربه ، وتقاربوا واقتربوا ، وهو يستقرب البعيد ، وتناوله من قُرْب ومن قريب ، ونزل قريباً. وبينهم قُرْبة وقُربَى وقَرابة ، وهو قريبي وقَرابتي ، وهم أقربائي وأقاربي وقَرابتي. وبيننا نسب قريب وقُرابٌ ؛ قال :
فلَمّا أن رَأيتُ بني عَليّ |
|
عرَفتُ الودّ والنّسبَ القُرابا |
وتقرَّب إلى الله بكذا ، وفعل ذلك تقرُّباً إلى الله وقُربة ، وطلبتُ بذلك القُربةَ والحسبَةَ. وقرّبَ قرباناً. ومعه ألف درهم أو قُرابُ ذلك. وفي مثل : «الفرار بقِرابٍ أكيس». وسئل أعرابيّ عبر الوادي فقال : الماء قُرابةُ الرُّكْبتين. وأقربتِ الحاملُ : قرب وِلادها. وهو قُربانٌ من قرابين الملكِ : من خواصّه ومقرَّبيه. وفرس مُقرَبٌ ، وخيلٌ مُقرَبة ، وهو من مُقْرَبات الخيل وهي التي يقرَّب مَربَطها ومعلفها لكرامتها. وقَرِبَ الشجرةَ : غشيها. وله حِمًى غير مقروب. وقرِبَ المرأة قِرباناً. وقَرَبوا الماء : طلبوه. وإبلٌ قوارب. وهذه ليلة القَرَبِ. وما له هارِب ولا قارِب. وركبت في القارِب إلى الفُلك وهي سفينة صغيرة تكون مع الملّاحين تُستخفّ لحوائجهم وسمعت أنّهم يسمّونه : السُّنبوك. وقرَّبَ الفرسُ تقريباً وهو دون الحُضْر. وسلّ السيفَ من قِرابه ، وأقربه وقَرَبه. وسيفٌ مقروبٌ. وفرسٌ لاحقُ الأقراب ، كقولهم : شاة ضخمة الخواصر. وخرج إلينا متقرّباً : متخصّراً آخذاً بقُرُبه وبقُرْبه.
ومن المجاز : لقد قَرَبتَ وقَرِبتَ أمراً ما أدري ما هو. وفلان يقرُب أمراً لا يتسهّل له. وحَيّا فلانٌ وقَرَّب إذا قال : حيّاك الله وقرّب دارك ، وتقول : دخلتُ على فلان فأهّل ورحّب وحيّا وقرّب. وتقاربتْ إبلُ فلان : قلّتْ. وأخذ مالُه يتقارب ؛ قال جندل :
غرّكِ أن تقارَبتْ أباعري |
|
وأن رأيتِ الدّهرَ ذا دوائرِ |
وشيء مقارِب : وسَطٌ. ويقول الرّجل لصاحبه يستحثّه : تقرّب تقرّب أي اعجل ؛ قال :
يا صاحبيَّ تَرَحّلا وتَقَرّبَا |
|
فلقَد أنَى لمسافر أن يطرَبَا |
وظهرتْ مُقرِّبات الماء : تباشيره وهي حصى صغار إذا رآها من ينبط الماء استدلّ بها على قُرب الماء. وخذ في هذا المَقْرَبِ وهو الطريق المختصر.
قرح ـ قَرحَ جِلْدُه ، وقَرَحَه : جرحه قَرحاً وقُرْحاً ، وهو مقروح وقريح ، وقوم قَرحَى ، وقرَّحه فتقرّح ، وقرَّح