ومنه : الفُشّاغ : الذي يلتوي على الشجر.
فشل ـ دُعيَ إلى القتال ففشِل أي جبُنَ وذهبت قوَّتُه ، وما خلّفَه إلّا الفَشَلُ والخَورُ. وما وجدناه إلّا فَشِلاً وفَشْلاً ، بالتخفيف. يقال : إنّه لخَشْلٌ فَشْلٌ. وعزم على كذا ثمّ فشِل عنه أي نكَل عنه ولم يُمضِه.
فشو ـ أخفِ سرّك واحذر فُشُوَّه. وما فلان إلّا واشٍ خبره في النّاس فاشٍ. وفشتْ عليه ضيعته إذا انتشرت عليه أموره لا يدري بأيّها يبدأ. وتقول : أقلْتَ بيعتَك أفشى الله عليك ضيعتَك. وهذا قرطاس يتفشّى فيه المداد. وتفشّى بهم المرض وتفشّاهم ؛ قال :
تفشّى بإخوان الثّقاتِ فعمّهم |
|
وأسكتَ عنّي المعولاتِ البواكيا |
وتفشّتِ القَرحةُ : اتّسعتْ. وضُمّوا فواشيَكم ومواشيَكم. وقد فشَتْ أنعامُهم فَشاء ومشت مَشَاء : كثرت ، وأفشى القوم وأمشَوا.
فصح ـ سقاهم لبناً فصيحاً وهو الذي أُخذت رغوته أو ذهب لِباؤه وخلص منه ، وفصُح اللبن وأفصَح وفَصَّحَ ، وأفصحتِ الشاةُ : فصُحَ لبنُها.
ومن المجاز : سرينا حتى أفصَح الصُّبحُ ، وحتى بدا الصباح المفصِح. وهذا يومٌ مُفصِحٌ وفِصْحٌ : لا غيمَ فيه ولا قُرَّ. وانتظرْ نُفصحْ من شتائنا أي نخرج ونتخلّص. وجاء فِصْحُ النّصارى أي يوم بروزهم إلى معيَّدهم. وهذا مَفصَحُهم أي مكان بروزهم ؛ قال ابن هَرمة :
نصارى تأجّلُ في مَفْصَح |
|
ببيداءَ في يومِ سِملاجِها |
تأجّلُ : تصير آجالاً أي جماعات ، ويوم السِّملّاج : يوم الفطر ، من سَملجه في حلقه إذا أرسله وهو من سَلج بزيادة الميم. وأفصحوا : عيّدوا. وأفصح العجميُ : تكلّم بالعربيّة. وفَصُح : انطلق لسانه بها وخلصت لغته من اللكنة. وأفصح الصّبيُّ في منطقه : فُهِم ما يقول في أوّل ما يتكلّم. تقول : أفصح فلان ثمّ فصُح ، وأفصح عن كذا : لخّصه. وأفصِحْ لي عن كذا إن كنت صادِقاً أي بيِّن. وفلان يتفصّح في منطقه إذا تكلّف الفصاحة. وله مالٌ فصيحٌ وصامتٌ ؛ قال :
وقد كنتُ ذا مالٍ فصيحٍ وصامتٍ |
|
وذا إبل قد تعلمين وذا غَنَمْ |
وتقول : لمحة نصيحة خيرٌ من كلمات فصيحة.
فصد ـ اعصِبْ مَفْصِدي ومُفتصَدي. وتقول : افتصِدْ ، واقتصدْ ؛ أي في إخراج الدم. وفي المثل : «لم يُحْرَم القِرَى مَنْ فُصْدَ له» أي لم يخب من نال بعض حاجته ، من الفصيد الذي كان يعمله أهل الجاهليّة في الأزْمة. وتقول : اقنع بالفصيد ولا تقنع بالقصيد. وتفصّد دمُه وانفصد : سال في قِلّة. وكلّمته فتَفَصَّدَ عَرَقاً.
فصص ـ خاتَمٌ مفصَّصٌ ، وعمِلتُ الخاتم وما فصّصتُه. وتقول : الخواتم بالفصوص والأحكام بالنصوص.
ومن المجاز : عرفت البغضاء في فصّ حدقته ؛ قال :
بمقلَةٍ تُوقدُ فصّاً أزرَقا
ورموه بفصوص أعينهم. وفصَّص بعينه : حدّق بها. وأعطني فُصّاً وفَصّاً وفِصّاً من الثوم أي سِنّاً منه. ويقال للفرس : إن فصوصه لظِماء أي ليست برهلة كثيرة اللّحم وهي مفاصله. وفصَّصْتُ الشيءَ من الشيءِ فانفصَ أي فصلتُه فانفصل. وفلان حزّاز الفصوص إذا كان مصيباً في رأيه وجوابه. «وآتيك بالأمر من فُصّه وفَصّه وفِصّه» أي من محزَّه وأصلِه ؛ قال :
وربّ امرئٍ خِلتُه مائقاً |
|
ويأتيك بالأمرِ من فصِّهِ |
وقرأتُ في فَصّ الكتاب وفِصِّه كذا ، ومنه : فصوص الأخبار.
فصل ـ تقول كانوا حُكّاماً فياصل يحزّون في الحكم المفاصل ؛ جمع فَيْصَل وهو الفاصل بين الحقّ والباطل. وهذا الأمر فَيْصَل أي مقطع للخصومات. «وهو أصفى من ماء المفاصل» وهو الماء الذى يقطر من بين العظمين إذا فُصل ، وقيل : الذي يوجد في فصل ما بين الجبلين. وتقول : ربَّ كلامٍ بالمِفصل أشدّ من كِلامٍ بالمِقْصل. وكأنّ منطقه خرزاتٌ يتحدّرن من وشاح مفصّل. وفلان من فصيلة أصيلة. وافتصلنا فَصَلاتٍ فما