دون المَشَارِعِ خوفَ القُنّاصِ. وفلانٌ حَسَنُ البُقْعَةِ عند الأمير أي المَكانِ والمنزِلَةِ.
بقل ـ أبْقَلَتِ الأرْضُ إذا اخضَرّتْ بالنّبات ، وبَلَدٌ بَاقِلٌ وبَقِلٌ. قال عمَرُو بنُ قَمِيئَة :
يَهَبُ المَخاضَ على غَوَارِبِهَا |
|
زَبَدُ الفُحُولِ مَعَانُها بَقِلُ |
وتَبَقّلَتِ الإبِلُ وابْتَقَلَتْ ؛ قال أبو النّجْمِ :
تَبَقّلَتْ في أوّلِ التّبَقُّلِ |
|
بينَ رِماحَيْ مالِكٍ ونَهْشَلِ |
وبَقّلَها راعيها. وأبْقَلَ الشّجرُ : خرَجَ وقتَ الربيعِ في أعْرَاضِه شبْهُ أعْنَاقِ الجَرَادِ ، ويقال حينئذٍ : صار الشجرُ بَقْلَةً واحدةً. وفلانٌ لا يَعرِفُ البَوَاقيلَ من الشّوَاقيل ، فالبَاقولُ الكُوبُ والشّاقُولُ عَصاً قَدْرُ ذِرَاعٍ في رأسِها زُجٌّ ، يَشُدّ إليها المَسّاحُ حَبْلَه ، ثمّ يَرُزّها في الأرض ، ويَتَضَبْطُها حتى يَمُدّ الحَبْلَ.
ومن المجاز : بَقَلَ وَجهُ الغلامِ وبَقّلَ. وبَقَلَ نابُ البعير : نجم ؛ قال أبو وَجْزَةَ :
فَسَلِّ أسبابَ شَوْقٍ مِن لُبانَتِها |
|
بباقِلِ النّابِ كالقُرْقُورِ وَسّاجِ |
بقي ـ ما بَقِيَتْ منهم باقِيَه ولا وَقَتْهُم منَ اللهِ وَاقِيَه. وما لفلانٍ مَبقًى أي بَقَاء. وأين للإنسان المبقَى؟ وأين للناس المَبَاقي؟ وعليهم بَوَاقي الخَرَاج. واستَبْقى الأميرُ الجانيَ واستَحْياه إذا عَفا عنه فلم يَقتُلْه. واستَبقى أخاه إذا عَفَا عن زَلَلِه لتَبْقى مودّتُه ؛ قال النابغة :
ولَستَ بمُسْتَبْقٍ أخاً لا تَلُمُّهُ |
|
على شَعَثٍ ، أيُّ الرّجالِ المُهَذَّبُ؟ |
وتَبَقّاه بمعنى استَبْقاه. وفي مَثَل : «لا يَنْفَعُك من زادٍ تَبَقّ ولا ممّا هو واقعٌ تَوَقٍّ». وأبْقَى عليه بُقْيا وبَقِيّةً ، وهم مَبَاقٍ على قَوْمهم ؛ قال النابغة :
وأُخْبِرْتُهُم أبْقَوْا على الأصْل إذ علوْا |
|
على أنّهم قِدْماً مَباقٍ على الأصْلِ |
وما لي عليه بُقْيَا وبَقِيّةٌ ، وما لي عليه رَعْوَى ولا بَقْوَى ؛ قال لَبِيدٌ :
فَمَا بُقْيا عَليّ تَرَكْتُماني |
|
ولكنْ خِفتُما صَرَدَ النّبالِ |
وقال :
وما صَدّ عني خالِدٌ من بَقِيّةٍ |
|
ولكن أتَتْ دوني الأسودُ الهَوَاصِر |
وقال :
كَلّفَني حُبّيَ للدّرَاهِمِ |
|
وقِلّةُ البَقَوى على المَغارِمِ |
خدْمَةَ مَنْ لَستُ له بخادِمِ |
ويقولون : أُنْشِدُكَ اللهَ والبُقْيا أي أسألُك بالله أن تُبقيَ عليّ. وبَقَيْنا رسولَ الله : انْتَظَرْناهُ. وابْقِ المُؤذِّنَ : انتَظِرْه.
ومن المجاز : رَكِبُوا المُبْقِيات وجَنَّبُوا المُنْقِيات ، وهي الخَيلُ التي لا يُخْرِجْنَ ما عندَهنّ من الجَرْيِ فهنّ أحْرَى أن لا يَلْغَبنَ ؛ قال بِشْرُ بنُ أبي حازِمٍ :
لَدُنْ غُدْوَةً حتى أتَى اللّيلُ دونَهُم |
|
وأدْرَكَ جَرْيَ المُبْقِياتِ لُغُوبُها |
وناقةٌ مُبْقِيَةٌ : لا تُعْطي الدَّرّ كُلّه ؛ قال النّضْر : هي التي لا تَسْتَفرِغُ غُزْراً ، تَحْلُبُ نصفَ العُلْبَةِ ، ليست بصاحبَة إتْرَاعِ المِحْلَبِ. فإذا نَضَبَتِ الإبِلُ وبكَأتْ كانت على حالِها ذاتَ بَقِيّةٍ. والمُنْقِياتُ السّمَانُ ذَوَاتُ النِّقْيِ.
بكأ ـ ناقةٌ بَكيءٌ : قليلةُ اللّبنِ ، وقد بَكُؤتْ.
ومن المجاز : بَكُؤتِ العَينُ : قَلّ ماؤها ، ورَكِيٌ بَكِيٌ ، وبَكُؤتْ عَيْني وعيُونٌ بِكاءٌ : قَلّ دَمْعُها ، وألْسِنَةٌ بِكاءٌ : قَلّ كَلامُها ، وأيْدٍ بِكَاءٌ : قَلّ عَطاؤها. تقول : عيونُهم بِكاء ما بهم بُكاء. وقد أبكَأ فلانٌ : صار ذا بَكْءٍ وقِلّةِ خَيرٍ ؛ قال رُؤبةُ :
هل لكَ في ذي شَيْبَةٍ مُجاهِدِ