واستعرض رجل عبداً فرأى به فَدَعاً فأعرض عنه فقال له العبد : خذ الأفدع وإلّا فدع ؛ فاشتراه.
فدم ـ هو فَدْمٌ بيّن الفَدامة وهي البلادة والعيّ. وخبزٌ فَدْمٌ : غليظ. وتقول : فلان من فرط الفَدامه كأنّ على فيه فَدّامه ؛ وهي ما يشدّه السّاقي على فيه ؛ قال :
كأنّ ذا فدّامة مُنطَّفا |
|
قطَّف من أعنابِه ما قَطَّفا |
وإبريق مفدَّم ومفدوم : على رأسه فَدام وفِدام وهو ما يُشدّ به من ليف أو غيره.
فدن ـ جاؤوا بجمال كأنّها أفدان أي قصور ؛ قال القطاميّ :
فلمّا أن جرَى سمنٌ عليها |
|
كما بطّنتَ بالفَدَن السِّياعا |
وتقول : لولا الفدّان لم تُبنَ الأفدان.
ومن المجاز : جمل مفدَّن ، وقد فدّنه الرّعي تفديناً أي سمّنه وصيّره كالفَدَن.
فدي ـ فديتُ الأسيرَ وافتدَيتُه وفاديتُه ، وافتديتُ أنا منه ، وبذلتُ له الفِدية فلم تُقبل وهي اسم ما يُفدَى منه. وفدَّيته تفدية : قلت له : جُعلتُ فداك.
ومن المجاز : تفادَى منه : تحاماه ؛ قال ذو الرّمّة :
تفادَى الأسودُ الغلبُ منهُ تَفاديا
فرأ ـ «كلّ الصّيد في جوف الفَرا» هو حمار الوحش. وتقول : هو فَرَأُ المَصيده وبيت القصيده ؛ وجمعه : فِراء ؛ قال مالك بن زُغْبة :
بضرْبٍ كآذانِ الفِراء فضوله |
|
وطعن كإيزاغ المخاض تَبورُها |
ومن المجاز : قولهم : «فَرَأٌ ما يقاتِل» : للجبان لأن العير موصوف بالحذر والفزع ؛ ألا ترى إلى قوله :
إذا غَضبوا عليّ وأشقذوني |
|
وصرْتُ كأنّني فَرَأٌ مُتَارُ |
فرث ـ عطشوا حتى اعتصروا الفَرْثَ ، ولا بدَّ للحُروث من الفُروث.
ومن المجاز : نزلنا به ففرَث لنا جُلَّته أي نثرها ، وأصله : فعلُ الجزَّار بالبطون ، ومنه : ضربه ففرَث كبدَه ، وانفرثتْ كبدُه. وشدّ عليهم فتفرّثوا أي تفرّقوا.
فرج ـ لكلّ غمّ فَرْجَةٌ أي كشفة ؛ قال :
ربّما تكرَه النّفوس من الأمْ |
|
ر له فَرْجَةٌ كحلّ العِقالِ |
يقال : فرّج الله غمّه فانفرج ، والله فارج الغموم ؛ قال :
يا فارجَ الكَربِ مَسدولاً عَساكرُه |
|
كما يفرّج غمّ الظّلمةِ الفلق |
وفَرَجَ البابَ : فتحه ؛ وأنشد سيبويه :
الفارِجي بابِ الأمير المبهمِ
ومكانٌ فَرِجٌ : فيه تفرّجٌ. وملأ فُروج دابته إذا أحضره وهو ما بين قوائمه. وكلّ فُرجة بين شيئين فهو فَرْجٌ ؛ قال الأخطل :
إذا طعنَتْ ريحُ الصَّبا في فُرُوجه |
|
تحلّب ريّانَ الأسافل أنجلُ |
واسع مخرج الماء. وقال آخر :
كأنّ هزيزَ الرّيح بينَ فرُوجه |
|
أحاديثُ جنّ زرن جنّا بجَيْهَما |
وهو مكان تنسب إليه الجنّ بناحية الغور. والريح تعصف بين فروج الجبال. والكرم في أثناء حُلّته وفروج درعه. وخضت إليه فُروج الظّلام ؛ قال الفرزدق :
نخوضُ فُروجَهُ حتى أتَيْنا |
|
على بُعدِ المَناخِ من المَزارِ |
وفلان يُسدّ به الفَرْج أي يُحمى به الثغر. وأُمِّرَ على الفَرْجَين وهما السّند وخراسان. وأفرج القوم عن قتيل. وتسابقا فأفرج الغبار عن سابقٍ وسُكَيْتٍ ، كما يقال : أجلَى. وما لهذا الأمر مَفارجُ ولا مطالع أي مَخارج. وجاء رجل ففرّج بيني وبين فلان فأوسعنا له. ولا تفشِ سرّك إليه فإنّه فَرِجٌ : لا يكتم سرّاً. ولا تنظر إليه فإنّه فَرِجٌ أي لا يزال يبدو فَرجُه.