ويقول الحَجّامُ للرجل : تَبَظْرَمْ ، فيرفع بطرَفِ لسانِه شفتَه العُليا حتى يَحِفّ شارِبَه. ورُدَّ خاتَمَكَ إلى بَظْرِه ، وهو موضعه من الخِنْصَرِ.
بعث ـ بَعَثَ اللهُ الرّسولَ إلى عِبادِه ، وابتَعَثه. ومحمّدٌ رسول الله خيرُ مَبعوثٍ ، ومُبْتَعَثٍ. وفي حديث المَبْعَثِ كذا. وبَعَثَه من مَنامِه ، وبَعَثَه على الأمرِ. وتَوَاصَوْا بالخَيرِ وتَباعَثُوا عليه. وبَعَثَه لكذا فانْبَعَثَ له. و (كَرِهَ اللهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ). وفلانٌ كسلانٌ لا يَنْبَعِثُ. وبَعَثَ الشيءَ وبَعثرَه : أثارَه ؛ قال :
فبَعَثْتُها تَقِصُ الإكَامْ
وفلانٌ يَكْرَه الانْبِعاثَ ، كأنّما بُعثَ ليوم بُعَاث وهو يوْمٌ بينَ الأوْسِ والخزْرَج. ويَوْمُ البَعثِ : يوم يَبْعَثُنا الله تعالى من القُبورِ. ورجُلٌ بَعِثٌ لا يزال يَنْبَعِثُ من نَومِه. قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ :
يَهْوِي بأشْعَثَ قد وَهَى سِرْبالُه |
|
بَعِثٍ تُؤرّقُهُ الهُمُومُ فَيَسْهَرُ |
وضُرِبَ البَعْثُ عليهم. وخرج في البُعوثِ وهم الجُنودُ يُبْعَثُونَ إلى الثّغُور.
بعثط ـ دارِي من البَطْحاءِ في أوْسَطِها وفي سُرّتها وبُعثُطِها.
بعج ـ بَعَجَ بَطْنَه.
ومن المجاز : بَعَجَ أرْضَه : شَقّها. وبَعَجَه حبُّ فلانةَ إذا أُبْلِغَ إليه. وبَعَجْتُ له بَطْني إذا أفْشَيْتَ إليه سِرّك ؛ قال الشّمّاخ :
بعَجْتُ إليهِ البَطْنَ ثمّ انْتَصَحْتُهُ |
|
وما كُلّ مَن يُفْشَى إليهِ بِنَاصِحِ |
أي استَنْصَحْتُه. وبَعَجَتِ الأرْضَ عَذَاةٌ طَيّبَةُ التُّرْبةِ : تَوَسّطَتْها. وقال أعرابيّ : أرْضٌ بَعَجَتْها العَذَوَاتُ وحَفّتْها الفَلَوَات ؛ فلا يَمْلَوْلِحُ ماؤها ولا يُمْعِرُ جَنَابُها. وبُعِجَتِ الأرْضُ آباراً : حُفِرَتْ فيها آبارٌ كثيرةٌ. وفي الحَديث : «إذا رَأيْتَ مكّةَ بُعِجَتْ كَظائِمَ وسَاوَى بِناؤها رُؤوسَ الجِبالِ فاعْلَمْ أنّ السّاعةَ قد أظَلّتْ». وتبَعّجَ السّحَابُ : انْفَرَجَ عن الوَدْقِ ؛ قال العَجّاجُ :
حيثُ اسْتَهَلّ المُزْنُ أوْ تَبَعّجَا
وانْبَعَجَتْ دُفْعَةٌ من مَطَرٍ ، وانْبَعَجَ عليّ بالكلامِ ، ودُفِقَتْ مَبَاعِجُ الوَادي وبَوَاعِجُه وهي مُتّسَعاتُه التي يَتَبَعّجُ فيها السّيْلُ.
بعد ـ أمّا بعدُ فقد كان كذا. وأتيتُه بُعَيْداتِ بَينٍ إذا أتَيتَه بعد حينٍ ؛ وأنشَدَ أبو زيدٍ :
وأشْعَثَ مُنْقَدِّ القَمِيصِ أتَيْتُهُ |
|
بُعَيْداتِ بَينٍ لاهِدَانٍ ولا نِكْسِ (١) |
وتَنَحَّ غيرَ بَاعِدٍ وغيرَ بَعَدٍ أي غَيرَ صَاغِرٍ. ولا تَبْعُدْ ، وإن بَعُدْتَ عني فلا بَعِدْتَ. وتقول : بُعْداً وسُحْقاً وقُبْحاً ومَحْقاً. وهو مُحْسِنٌ إلى الأباعِدِ دون الأقارِبِ ؛ قال :
من النّاسِ مَن يَغشَى الأباعِدَ نَفْعُه |
|
ويَشْقَى بهِ حتى المَمَاتِ أقَارِبُهْ |
فإنْ يَكُ خَيرٌ فالبَعِيدُ يَنَالُهُ |
|
وإنْ يَكُ شَرٌّ فابنُ عمّك صَاحبُهْ |
وفلانٌ يَستَجرّ الحديثَ من أبَاعِدِ أطْرَافِه. وأبْعَدَ اللهُ الأبْعَدَ. و «مَثَلُ العَالِمِ كَمَثَلِ الحَمّةِ يأتِيها البُعَدَاء ويترُكُها القُرَبَاء». وأبْعَدَ في السّوْمِ وأبْعَطَ فيه إذا أشَطّ. وإن قلتَ كذا لم أُبْعِدْه ولم أستَبْعِدْه. وقلتُ قولاً بَعِيداً ، وما أبعَدَه من الصّوابِ. وبَاعَدَني وتَبَاعَدَ مني وابْتَعَدَ وتَبَعّدَ ؛ قال عُمَرُ بنُ أبي رَبِيعَةَ :
اذهَبْ فَدَيْتُكَ غَيرَ مُبْتَعِد |
|
لا كانَ هذا آخِرَ العَهْدِ |
وكانوا مُتَقارِبينَ فتَباعَدوا. ويقال : إذا لم تَكُنْ من قُرْبان الأميرِ فكُنْ مِنْ بُعْدَانِه لا يُصِبْك شَرُّه ، جَمْعُ قَرِيبٍ وبَعِيدٍ ، كذليلٍ وذُلّانٍ. وفلانٌ بَعيدُ الهمّةِ وذو بُعْدَةٍ ؛ قال الشَّنْفَرَى :