أبي الفضل بن الطوسي حضورا ، واشتغل بالأدب وقال الشعر الحسن ، المليح المعاني ، الجيد المباني ، وكتب خطا مليحا ، وقدم بغداد وسكن بالمحول ، كتبت عنه شيئا من نظمه ، ووجدنا سماعه في جزء من أبي الطوسي فقرأناه عليه ، وذكر لنا أنه سمع منه ، وكانت له أصول ضاعت ، وكان غزير الفضل أديبا بليغا ، ظريف النظم والنثر :
أخبرنا عبد الواحد بن إبراهيم بن الحسن الكاتب بقراءتي عليه قال : أنبأنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي الخطيب قراءة عليه بالموصل وأنا حاضر مع والدي في المحرم سنة خمس وستين وخمسمائة قال : أنبأنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر قراءة عليه ببغداد أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد ابن رزقويه ، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا محمد بن سنان القزاز ، حدثنا أبو عامر العقدي ، حدثنا محمد بن طلحة عن الحكم أبي عمرو عن ضرار بن عمرو عن أبي عبد الله الشامي عن تميم الداري عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «الجمعة واجبة إلا على امرأة أو صبي أو عبد أو مسافر أو مريض» (١)
أنشدنا عبد الواحد بن إبراهيم بن الحسن بن الحصين لنفسه :
نفسي الفداء لمن سميري ذكره |
|
وحشاشتى في أسره ووثاقه |
رشأ لو أن البدر قابل وجهه |
|
في تمه أكساه ثوب محاقه |
بنا دلنا قده فكأنه |
|
غصن الأراك يميس في أوراقه |
فمعاطف الأغصان في أثوابه |
|
ومطالع الأقمار من أزياقه |
يبدو على وجناته لمحبه |
|
ما فاض يوم البين من آماقه |
في ريقه طعم السلاف ولونها |
|
في خده واللطف في أخلاقه |
غفل الرقيب فزارني فوشى به |
|
في ليل طرته سنا إشراقه |
حتى إذا ما الليل مد رواقه |
|
وقضى بجمع الشمل بعد فراقه |
هجم الصباح على الدجى بحسامه (٢) |
|
فظننت أن الصبح من عشاقه |
__________________
(١) انظر الحديث في : المعجم الكبير ٢ / ٣٩. ومجمع الزوائد ٢ / ١٧٠. والتاريخ الكبير ٢ / ٣٣٧.
وإرواء الغليل ٣ / ٥٥.
(٢) في (ب) : «بلسامه».