أما إنه لولا ثلاث أحبّها |
|
تمنّيت أني لا أعدّ من الأحيا |
فمنها رجائي أن أفوز بتوبة |
|
تكفّر لي ذنبا وتنجح لي سعيا |
ومنهن صوني النفس عن كل جاهل |
|
لئيم فلا أمشي إلى بابه مشيا |
ومنهن أخذي بالحديث إذا الورى |
|
نسوا سنة المختار واتّبعوا الرأيا |
أتترك نصّا للرسول وتقتدي |
|
بشخص؟ لقد بدّلت بالرشد الغيّا |
وقوله : [بحر الخفيف]
سال في الخد للحبيب عذار |
|
وهو لا شكّ سائل مرحوم |
وسألت التثامه فتجنّى |
|
فأنا اليوم سائل محروم |
وقوله : [بحر الطويل]
أمدّعيا علما ولست بقارئ |
|
كتابا على شيخ به يسهل الحزن (١) |
أتزعم أن الذهن يوضح مشكلا |
|
بلا موضح؟ كلا لقد كذب الذهن |
وإن الذي تبغيه دون معلم |
|
كموقد مصباح وليس له دهن |
وقوله «عداتي ـ البيتين» قال : وأخذ هذا المعنى من قول الطغرائي : [بحر الكامل]
من خص بالود الصحاب فإنني |
|
أحبو بخالص ودّي الأعداء (٢) |
جعلوا التنافس في المعالي ديدني |
|
حتى وطئت بأخمصي الجوزاء (٣) |
ونعوا إليّ مثالبي فحذرتها |
|
ونفيت عن أخلاقي الأقذاء |
ولربما انتفع الفتى بعدوّه |
|
كالسم أحيانا يكون دواء |
ومن نظم أبي حيان : [بحر البسيط]
يا منضي الطّرف في ميدان لذته |
|
وناضي الطرف بين الراح والرود (٤) |
ستشرب الروح راح الوقت كارهة |
|
ويذهب الجسم بين الترب في الدود |
__________________
(١) الحزن ، بفتح فسكون : الصعب.
(٢) أحبو بخالص ودي الأعداء : أمنحهم إياه.
(٣) ديدني : دأبي وعادتي. والأخمص : باطن القدم الذي يتجافى عن الأرض فلا يصيبها.
(٤) أنضاه : أتعبه. والمنضي : المتعب. والطرف : في الأصل الفرس الجواد. والراح : الخمر. والرود : الفتاة الشابة.