بكينا باللجين على نضار |
|
فسيل الدمع في الخدين جاري |
فيالله جارية تولّت |
|
فنبكيها بأدمعنا الجواري (١) |
وقال الفقيه المحدث أبو عبد الله محمد بن سعيد الرعيني الأندلسي في برنامجه ، عند ذكره شيخه أبا حيان زيادة على ما قدمناه ، ما ملخصه : إن أبا حيان قال : سمعت بغرناطة ومالقة وبلش والمرية وبجاية وتونس والإسكندرية ومصر والقاهرة ودمياط والمحلة وطهرمس والجيزة ومنية ابن خصيب ودشنا وقنا وقوص وبلبيس وبعيذاب من بلاد السودان وينبع (٢) ومكة شرفها الله تعالى وجدة وأيلة ، ثم فصّل من لقيه في كل بلد إلى أن قال : وبمكة أبا اليمن عبد الصمد بن عبد الوهاب بن الحسن بن عبد الله بن عساكر ، إلى أن قال : فهذه نبذة من شيوخي ، وجملة من سمعت منهم [نحو](٣) خمسمائة ، والمجيزون أكثر من ألف ، وعد من كتب القراءات التي أخذ تسعة عشر كتابا ، وقال في حق ابن المليحي : إنه أعلى شيوخي في القراءات وإن آخر من روى عنه السبع أبو الجود غياث بن فارس المنذري اللّخمي ، وإجازته منه سنة ٦٠٤ ، قال : وقرأت البخاري على جماعة أقدمهم إسنادا فيه أبو العز الحراني قرأته عليه بلفظي إلا بعض كتاب التفسير من قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (٢٢٢)) [البقرة : ٢٢٢] إلى قوله سبحانه : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤)) [النور : ٢٤] في سورة النور ، فسمعته بقراءة غيري ، قال : أنبأنا به أبو المعالي أحمد بن يحيى بن عبيد الله الخازن البيع سماعا عليه سنة ستمائة ببغداد ، أنبأنا أبو الوقت بسنده ، وكمل له رحمة الله تعالى جامع الترمذي بين قراءة وسماع على ابن الزبير بغرناطة ، وسمعه على محمد بن ترجم ، أنبأنا ابن البناء أنبأنا الكرخي (٤) بسنده ، وقرأ السنن لأبي داود بغرناطة على أبي زيد عبد الرحمن الربعي ، عرف بالتونسي ، أنبأنا به سهل بن مالك ، وقرأه بالقاهرة على أبي الفضل عبد الرحيم ابن خطيب المزة عن أبي حفص بن طبرزد عن أبي بدر الكرخي ومفلح الرومي عن أبي بكر بن ثابت الخطيب أنبأنا أبو عمر الهاشمي أنبأنا اللؤلؤي أنبأنا أبو داود ، وقرأ الموطأ على أبي حفص (٥) بن الطباع عن أبي القاسم بن بقي عن ابن عبد الحق عن ابن الطلاع بسنده ، وهذا أعلى سند يوجد عن يونس بن مغيث في عصره ،
__________________
(١) في ب ، ه : «منية بني خصيب».
(٢) ينبع : قرية عن يمين رضوى على بعد سبع مراحل من المدينة المنورة ، كان يسكنها الأنصار وجهينة وليث ، وفيها عيون عذاب غزيرة (انظر معجم البلدان ج ١ ص ٤٥٠).
(٣) في ب : «سمعت منه خمسمائة.
(٤) في ب ، ج ، ه : الكروخي.
(٥) في ج : «أبي جعفر».