كلمة
الناشر
في أجواء الآراء والممارسات الخاطئة
تجاه من يتبنّى زيارة القبور والإهتمام بها ، والحكم عليه بأحكام غير سليمة ؛ لابدّ من الرجوع إلى ميزان ثابت يرجع إليه الفقهاء والعلماء من مختلف المذاهب لتقويم آرائهم وفتاويهم وأحكامهم في مأمن من اضطراب الأهواء واختلاف الأمزجة؛ ميزان لا يميل مع الهوى أو المصلحة ، وإنّما يزن الأمور والأفكار بميزان العقيدة والشريعة ، وهو ميزان أئمة أهل البيت عليهمالسلام
الذي يستند إلى القرآن الكريم والسنة
النبوية في تشخيص الأحكام وإصدارها ، وقد أقرّ أئمة أهل البيت عليهمالسلام
زيارة القبور الأولياء والصالحين ، بل أمروا المسلمين بذلك ، وحثّوا على التواصل والاستمرار ، وتبعهم على ذلك الكثير من الفقهاء الصالحين من مختلف المذاهب الإسلامية.
وعلى ضوء ذلك ينبغي على من يحرّم زيارة
القبور أو الاهتمام بها أن يراجع آراءه وأحكامه ، ويمعن النظر في روايات أهل البيت عليهمالسلام
المستقاة من السنة النبوية ، بل يمعن النظر في فتاوى وأحكام أئمة المذاهب الاُخرى ممّن وافقهم على إرشاداتهم وتعاليمهم ، فقد أجمع أئمة المذاهب والفقهاء التابعون لهم على حلّيّة زيارة القبور والاهتمام بها ، بل أفتوا باستحبابها ، ولا زالت قبورهم وقبور أئمة
أهل البيت عليهمالسلام
شاخصة يتوجه لها ملايين المسلمين بالزيارة والتكريم.
ومن هنا تأتي أهمية هذه الدراسة القائمة
على الاستدلال الصحيح ، حيث اعتمدت على الروايات الشريفة وعلى السيرة العملية للرسول صلىاللهعليهوآله ولأئمة أهل البيت عليهمالسلام
، وعلى آراء الصالحين من العلماء والفقهاء ، واعتمدت على العقل في إثبات مشروعية الزيارة ، وعلى سيرة العقلاء في كل زمان ومكان ، واستشهدت بممارسات عملية وبشعائر واقعية.
إنّ البحث في مثل هذه المسائل يكاد يكون
ضرورة واقعية للمؤيّدين وللمعارضين إن اتبعوا الحجة والبرهان والاستدلال الصحيح؛ بغية الوصول إلى معرفة الحقيقة وهي بداية العودة إلى الاُصول الثابتة للشريعة الإسلامية في ظروف تكالبت فيها قوى الكفر على طمس المعالم والشعائر الإسلامية التي يتقرب المسلم من خلالها إلى الله سبحانه وتعالى لتتحول ذهنيته إلى ذهنية إسلامية ، وسلوكه إلى سلوك إسلامي.