كاذبة لا يعضدها دليل ، وابن الجوزي وإن أورد بعضها في الموضوعات فقد أورد البعض الآخر في كتابه « مثير الغرام الساكن » واعتمد عليه ، كما مرّ في الحديث الرابع ، مع أنّ الحديث الخامس الذي جعله موضوعاً تعقّبه الإمام السبكي فيه ، وقال : إنّ ذكره له في الموضوعات سرف منه ، كما مرّ ، كما تعقّبه غيره في جملة من الأحاديث التي عدّها في الموضوعات ، وباقي من نقل عنهم لعلّهم كاأبن لجوزي إن صح نقله. وأمّا قدوته الشيخ تقي الدين بن تيميّة فحاله معلوم في التعصّب لآرائه وأهوائه ومصادمته الضرورة في نصرها وتكذيب الأحاديث المشهورة التي يعضدها العقل والنقل تبعاً لشهوة نفسه. وأوضح برهان على ذلك : تكذيبه حديث « ضربة عليٍّ يوم الخندق » بالاستبعادات والدعاوى الباطلة ، حتى تعقّبه في ذلك صاحب السيرة الحلبية ، كما فصّلناه في بعض حواشي فصل البناء على القبور ، مع أنّه لم يعلم دعواه الوضع في جميعها.
قوله : « ولم يجعلها في درجة الضعيف إلّا القليل » يكذّبه ما عرفت في الحديث الثالث أنّه أورده الحافظ ابن السكن في كتابه السنن الصحاح المأثورة الذي ذكر في خطبته أنّه لا يذكر فيه إلّا ما أجمع على صحته.
قوله : « تفرد بها الدارقطني عن بقية
أهل السنن » يكذّبه : أنّه روى جملةً منها غير الدارقطني من أهل السنن وغيرهم كالبيهقي والبزّار والطبراني وأبو بكر بن المقرئ والحافظ ابن السكن وابن عدي وأبو يعلى والإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن الجوزي والعقيلي