بعده.
الثانية : ( لَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ).
إنّ مفهوم هذه الجملة ـ مع الانتباه إلىٰ أنّها معطوفة على الجملة السابقة ـ هو : لا تقم على قبر أحدٍ منهم أبداً ؛ لأنّ كلّ ما ثبت للمعطوف عليه من القيد ـ أعني « أبداً » ـ يثبّت للمعطوف أيضاً ، ففي هذه الحالة لا يمكن القول بأنّ المقصود من القيام علىٰ القبر هو وقت الدفن فقط ؛ لأنّ المفروض عدم إمكان تكرار القيام علىٰ القبر وقت الدفن ، ولفظة « أبداً » المقدَّرة في هذه الجملة الثانية تفيد إمكانية تكرار هذا العمل ، فهذا يدلّ علىٰ أنّ القيام علىٰ القبر لا يختصّ بوقت الدفن ، بل يعمّه وغيره ، فهو حرام في حقّ المنافق و جائز في حقّ المؤمن.
فيكون معنى الآية الكريمة : أنّ الله تعالى ينهى نبيّه صلىاللهعليهوآله عن مطلق الاستغفار والترحّم على المنافق ، سواء كان بالصلاة أم مطلق الدعاء ، وينهى عن مطلق القيام على القبر ، سواء كان عند الدفن أم بعده.
ومفهوم ذلك هو : أنّ هذين الأمرين يجوزان للمؤمن.
وبهذا ثبت أنّ جواز زيارة قبر المؤمن ، وجواز الصلاة والدعاء على روحه حتىٰ بعد مئات السنين.