وبه فخرك ، فكُلْ أنت لحمه إذا شئت ، ولا تُطعم هذا الكلب وأمثاله منه ! فقال المتوكِّل للمغنّين : غنّوا جميعاً :
غارَ الفتى لابن عمّهِ |
|
رأسُ الفتى في حِرِّ اُمِّهِ |
فكان هذا من الأسباب التي استحلّ بها المنتصر قتل المتوكِّل.
وقيل : إنَّ المتوكِّل كان يبغض من تقدّمه من الخلفاء : المأمون ، والمعتصم. والواثق في محبّة عليٍّ وأهل بيته عليهمالسلام ؛ وإنّما كان ينادمه ويجالسه جماعة من اشتهروا بالنصب والبغض لعلي ، منهم : علي بن الجُهم ، الشاعر الشامي من بني شامة ابن لؤي ، وعمر بن فرج الرخجي ؛ وأبو السمط من ولد مروان بن أبي حفصة ، من موالي بني اُميّة ؛ وعبدالله بن محمد بن داود الهاشمي المعروف بابن أترجة.
وكانوا يخوّفونه من العلويين ، ويُشيرون عليه بإبعادهم والإعراض عنهم ، والإساءة إليهم ، ثمَّ حسّنوا له الوقيعة في أسلافهم الذين يعتقد الناس علوّ منزلتهم في الدين (١).
أليست المدينة المنورة حرم رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ فلماذا أبحتموها ثلاثة في واقعة الحَرّة ؟ وقتلتم الصحابة الكرام ، وفسقتم ، وهتكتم الأعراض من النساء حتى ولد الاُلوف ممّن لا يُعرَف أبوه ، عشرة آلاف مسلمٍ قُتل من أهل المدينة وضواحيها ومن بقي ، حكمتم عليهم بالرقِّ والعبودية ليزيد الفاجر الكافر ، أبهذا تفخرون ؟
ألا تعساً لكم ولما جنته أيديكم وأيدي أسيادكم ، ومع كل هذه المآسي وهتك الحُرُمات ، يخرج علينا من يقول : إنَّ الحسين عليهالسلام قُتل بسيف جدّه ، وإنَّ يزيد أمير المؤمنين مفترض الطاعة !
___________________________________
١ ـ الكامل في التاريخ : ٧ / ٥٦.