وحرقوه بالنار ، وأخذوا يرتجزون ويقولون :
خطّارةٌ مثل الفنيقِ المُزبدِ |
|
|
|
نَرمي بها أعوادَ هذا المسجدِ !! |
|
وقيل : إنَّ الكعبة احترقت من نارٍ كان يوقدها أصحاب عبدالله حول الكعبة ، وأقبلت شرارة هبّت بها الريح فاحترقت ثياب الكعبة واحترق خشب البيت ، والأوّل أصحّ ؛ لأنَّ البخاري قد ذكر في صحيحه : أنَّ ابن الزبير ترك الكعبة ليراها الناس محترقةً يحرّضهم على أهل الشام (١).
نقول : ومن حقِّنا القول : إنَّ أبرهة نصرانيّ ، قد جاء بالفيل والجيش لهدم الكعبة ، فما بالكم وأنتم مسلمون قد رميتم الكعبة بآلاف الأحجار المزيّته فأحرقتم الكعبة الشريفة ؟ وأخذتم فرحين ترتجزون ؟!
الكعبة قبلتنا وبيت الله الحرام الذي جعله اللهُ مثابةً للناسِ وأمناً (٢) ، لكنّه لم يأمن منكم ومن شرِّكم ، فبأيِ دين تدينون ؟ وبأيِّ شرعة تعترفون ؟
لقد سمعتم النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وقتلتم ابنته ، وضربتم ابن عمّه ووصيّه على قرنه ، ففجعتم الاُمّة والإنسانية بشهادته ، وسمعتم الحسن وهو أحد سيدي شباب أهل الجنة ، ومِلتُم على الحسين سيد شباب أهل الجنة وحبيب رسول الله فحززتم رأسه لِيُدارَ على القنا في الأمصار ، وسبيتم حُرَم رسول الله صلىاللهعليهوآله ! وما اكتفيتم حتى تذرّعتم بذرائع واهية وتنصّلتم من كلِّ ذلك ، وأخذتم تترحمون عل الفَجَرة أصحاب الجرائم الشفيعة ، وتكفّرون من يقول بظلمهم ، لله درُّكم ما بالكم كيف تحكمون ؟ وبأيِّ دين تدينون ؟
___________________________________
١ ـ الكامل في التاريخ : ٤ / ١٢٤.
٢ ـ اقتباس من الآية : ١٢٠ من سورة البقرة.