وأمناً من العذاب وسوء الحساب » ؟! (١)
وتأمّل ما يقوله الزرقاني في « شرح المواهب » :
وليتوسّل به ـ أي بالنبي صلىاللهعليهوآله ـ ويسأل الله تعالى بجاهه في التوسّل به ، إذ هو محطّ جبال الأوزار وأثقال الذنوب ؛ لأنّ بركة شفاعته وعظمتها عند ربّه لا يتعظّمها ذنب ، ومن اعتقد خلاف ذلك فهو المحروم الذي طمس الله بصيرته ، وأضلّ سريرته ، ألم يسمع قوله تعالى :
( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ ) (٢).
وكان أحمد بن حنبل يتوسّل بالضريح النبوي المبارك ، ويدعو الله تعالى عنده (٣).
قال الحافظ أبو العباس القسطلاني : اعلم أنّ زيارة قبره الشريف من أعظم القربات ، وأرج الطاعات ، والسبيل إلى أعلى الدرجات ، ومن اعتقد غير هذا فقد انخلع من ربقة الإسلام ، وخالف الله ورسوله وجماعة العلماء الأعلام (٤).
هذا قليل من كثيرٍ ممّا جاء في زيارة القبور.
ومن فوائدها :
١ ـ تُقرِّب الزائرين إلى الله تعالى زُلفىٰ ، وتذكّرهم بالموت والآخرة ، وتذكّرهم بالحقّ والباطل.
___________________________________
١ ـ إحياء علوم الدين : ١ / ٣٤٦.
٢ ـ النساء : ٦٤.
٣ ـ الردّ المحكم المتين على كتاب القول المبين : ٢٥٢.
٤ ـ المواهب اللدنّية : الفصل الثاني ، في زيارة قبره الشريف.