ودعيتم ، فأسرعوا وأبطأتم ، أما (١) والله لما سبقوكم به من الفضل فيما لا ترون أشد عليكم فوتا (٢) من بابكم هذا الذي تنافسونهم (٣) عليه ، ثم قال : أيها القوم إن هؤلاء القوم قد سبقوكم بما ترون (٤) فلا سبيل لكم ، والله إلى ما سبقوكم إليه فانظروا هذا الجهاد فالزموه ، عسى الله أن يرزقكم الشهادة. ثم نفض ثوبه فلحق بالشام.
قال الحسن : صدق والله ، لا يجعل الله عبدا أسرع إليه كعبد أبطأ عنه.
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله السلمي ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، نا محمد بن القاسم الأنباري ، حدثنا أبي ، نا أبو عكرمة .... (٥) ، وأحمد بن عبيد ، عن ابن الأعرابي قال :
استشهد باليرموك عكرمة بن أبي جهل ، وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام ، وجماعة من بني المغيرة ، فأتوا بماء ، وهم صرعى ، فتدافعوه حتى ماتوا ولم يذوقوه.
قال : نا محمد بن القاسم ، حدثني أبي ، نا أحمد بن عبيد ، أنبأ الواقدي وابن الأعرابي قالا : أتي عكرمة بن أبي جهل بالماء ، فنظر إلى سهيل بن عمرو ينظر إليه فقال : ابدءوا بهذا فنظر سهيل إلى الحارث بن هشام ينظر إليه فقال : ابدءوا بهذا ، فماتوا كلهم قبل أن يشربوا ، فمرّ بهم خالد بن الوليد فقال : بنفسي أنتم.
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، أنا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو القاسم البجلي ، أنا أبو عبد الله الكندي قال : نا أبو زرعة قال : وقال محمد بن أبي عمر ، عن ابن عيينة ، عن عمرو ، عن الحسن بن محمد أن الحارث بن هشام وحويطب بن عبد العزى ، وسهيل بن عمرو خرجوا إلى الشام للجهاد ، فماتوا بها.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي ... (٦) ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا أبو علي بن الصواف ، نا الحسن بن علي القطان ، نا إسماعيل بن عيسى
__________________
(١) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن الاستيعاب.
(٢) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن الاستيعاب.
(٣) في الاستيعاب : تتنافسون فيه.
(٤) بالأصل : بما لا ترون والمثبت عن الاستيعاب.
(٥) غير مقروءة بالأصل.
(٦) كلمة غير مقروءة بالأصل.