قرأت بخط أبي الحسين أحمد بن محمّد بن يعقوب البغدادي ، أخبرني أبو بكر محمّد بن أحمد بن هارون العسكري البزاز ، أخبرني إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي ، حدّثني محمّد بن حميد ، نا جرير بن عبد الحميد عن عنبسة بن سعيد ، عن المغيرة بن النعمان ، عن رجل من أهل البصرة قال :
خرجت أريد بيت المقدس فأواني المطر إلى صومعة راهب ، فأشرف علي ، فقال : أين تريد؟ قلت : بيت المقدس ، قال : ثم أين؟ قلت : المدينة ، قال : هل أنت مبلغ كعب الأحبار عني رسالة؟ قال : فقلت : نعم ، إلا أن أنسى أو أموت ، قال : قل له إذا لقيته : إن راهب بني فلان يقول لك : ما بال مسجد القطموس (١)؟ فقدمت بيت المقدس فقضيت حاجتي ثم أتيت المدينة فلقيت كعبا فبلّغته رسالة الراهب ، فقال : إذا قضيت حاجتك وأردت الرجعة فائتني ، فأتيته حين قضيت حاجتي فقال : إذا أتيته فقل له : إن كعبا يقول لك : ما حال قتلى عذراء؟ فلمّا أن لقيته قلت : إن كعبا يقول كذا وكذا ، فقال : قاتل الله كعبا ، ما بقي أحد أعلم منه ، ثم انقمع في صومعته ، فقلت : إنّي قد بلّغتك عن كعب ، وأبلغت كعبا عنك ، ثم أخرج من بينكما صفرا؟ والله لا أبرح حتى تخبرني أو تأكلني السباع ، فتحمل دمي ، قال : فجعل يلاحظني النظر ، فلما رآني لا أبرح أشرف علي فقال : إنّا نجد في كتابنا : أن قوما من أهل دينكم يقتلون بعذراء لا حساب عليهم ، ولا عذاب ، فما مكثت إلّا يسيرا حتى جيء بحجر بن عدي وأصحابه ، فقتلوا بعذراء.
[٩٩٦٦] شريك بن عبد الله الكناني الفلسطيني
شهد مع معاوية صفين ، وكان أميرا على كنانة فلسطين يومئذ ، وكان من العشرة الذين وجههم يزيد إلى ابن الزبير يدعوه إلى الطاعة ، له ذكر في حديث من رواية الهيثم بن عدي.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد ابن عمران ، نا موسى التستري ، نا خليفة بن خياط العصفري ، قال (٢) : وقال أبو عبيدة : وكان على كنانة فلسطين ـ يعني يوم صفين ـ شريك الكناني.
__________________
(١) كذا بالأصل : وفي المختصر : العطموس.
[٩٩٦٦] الكناني تحرفت بالأصل إلى : الكتاني.
(٢) تاريخ خليفة بن خياط ص ١٩٦.