طبرستان ، وملك أستيسان ، وملك الشياصح ، وملك فرغانة ، وملك طخارستان ، وملك كابل.
وقال الصولي : وكان نقش خاتمه : الحمد لله الذي ليس كمثله شيء.
وأخرج الصولي عن أحمد اليزيدي قال : لما فرغ المعتصم من بناء قصره بالميدان وجلس فيه دخل عليه الناس ، فعمل إسحاق الموصلي قصيدة فيه ما سمع أحد بمثلها في حسنها إلا أنه افتتحها بقوله :
يا دار غيرك البلى ومحاك |
|
يا ليت شعري ما الذي أبلاك؟ |
فتطير المعتصم ، وتطيّر الناس وتغامزوا ، وتعجبوا كيف ذهب هذا على إسحاق مع فهمه وعلمه وطول خدمته للملوك ، وخرب المعتصم القصر بعد ذلك.
وأخرج عن إبراهيم بن العباس قال : كان المعتصم إذا تكلم بلغ ما أراد وزاد عليه.
وكان أول من ثرد الطعام وكثّره حتى بلغ ألف دينار في اليوم وأخرج عن أبي العيناء قال : سمعت المعتصم يقول : إذا نصر الهوى بطل الرأي.
وأخرج عن إسحاق قال : كان المعتصم يقول : من طلب الحق بما له وعليه أدر له.
وأخرج الصولي عن الفضل اليزيدي قال : وجه المعتصم إلى الشعراء ببابه من منكم يحسن أن يقول فينا كما قال منصور النمري في الرشيد؟
إن المكارم والمعروف أودية |
|
أحلك الله منها حيث تجتمع |
من لم يكن بأمين الله معتصما |
|
فليس بالصلوات الخمس ينتفع |
إن أخلف القطر لم تخلف فواضله |
|
أو ضاق أمر ذكرناه فيتسع |
فقال أبو وهيب : فينا من يقول خيرا منه فيك ، وقال :
ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها |
|
شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر |
تحكي أفاعيله في كل نائبة |
|
اليث والغث والصمامة الذكر](١) |
[وأولاده : هارون الواثق ، وجعفر المتوكل ، وأحمد المستعين ، قيل : هو ابن ابنه ، وقضاته : أحمد بن أبي دؤاد ، ومحمد بن سماعة ، ووزراؤه ، الفضل بن مروان ، ثم
__________________
(١) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٣٩٧ ـ ٣٩٨.