خريما فأخذ شفرة فقطع جمّته إلى أذنيه ، ورفع إزاره إلى نصف (١) ساقيه ، ثم مرّ بنا يوما آخر فسلّم ، فقال أبو الدرداء : كلمة تنفعنا ولا تضرك ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنكم قادمون [غدا](٢) على إخوانكم فأصلحوا حالكم (٣) ، وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا كالشامة في الناس ، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش» [١٤٢٠٦].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنا أبو علي الروذباري ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، أنا أحمد بن منصور ، نا أبو صالح (٤) ، حدثني الليث ، حدثني هشام بن سعد عن رجل صدق من أهل قنّسرين يقال له قيس بن بشر (٥) قال : كان أبي من جلساء أبي الدرداء فحدثني أنه كان هنالك رجل من الأنصار من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم متعبد معتزل ، لا يكاد يفرغ من العبادة يقال له ابن الحنظلية ، الحديث.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفر بن القشيري ، قالا : أنا محمد بن علي بن محمد ، أنا محمد بن عبد الله بن محمد ، أنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد قال : نا علي بن الحسن الهلالي ، نا الفضل بن دكين ، نا هشام يعني ابن سعد ، حدثني قيس بن بشر قال : كان أبي جليسا لأبي الدرداء ، فأخبرني أنه كان بدمشق رجل من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم يقال له ابن الحنظلية ، وكان رجلا متوحدا ، قلّ ما يجالس الناس إنما كان صلاة ، فإذا انصرف فإنّما هو تسبيح وتكبير وتهليل ، حتى يأتي أهله.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري ـ إجازة ـ أنا محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد الزعفراني ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، أخبرني أبو محمد التميمي قال : قال أبو مسهر : سهل ابن الحنظلية الأنصاري من الأوس من بني حارثة بن الحارث.
قال سعيد بن عبد العزيز كان لا يولد لابن الحنظلية ، فكان يقول : لأن يكون لي
__________________
(١) في المعجم الكبير : أنصاف ساقيه.
(٢) زيادة عن المعجم الكبير.
(٣) تقرأ بالأصل : رحالكم. والمثبت عن المعجم الكبير.
(٤) من طريقة رواه الطبراني في المعجم الكبير ٦ / ٩٥ رقم ٥٦١٧.
(٥) تقرأ بالأصل : شواته ، والمثبت عن المعجم الكبير.