يكفي فيها أقل من عشر هذا العدد.
وسؤال ثالث يفرض نفسه هنا ، عن سبب امتداد إقامة ثلاث مائة شخص ما يقارب الشهرين في تلك المنطقة النائية.
وسؤال رابع عن سبب قصور أزوادهم عن أن تكفيهم في هذه المدة التي يحتاجون إليها لتحقيق مراد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وإنجاز المهمة الموكلة إليهم ..
ثم أن نسأل أخيرا .. إذا كانت المهمة قتالية ، لمن كان في ساحل البحر من جهينة ، فإن كانوا قد أنجزوها فور وصولهم ، فلماذا لم يرجعوا إلى بلادهم مباشرة؟
ولماذا امتدت إقامتهم إلى حين نفذت أزوادهم حتى أكلوا الخبط؟ ثم إلى حين أكلوا شهرا من تلك الدابة البحرية.
وإن كانت تلك المهمة لم تنجز ، ولم يباشروا القتال الذي أمروا بمباشرته ، فلا بد أن نسأل عن سبب ذلك.
على أن الأغرب من ذلك كله .. أن سرية تمتد تحتاج إلى حوالي شهرين لإنجاز مهمتها ، وفيها ثلاث مائة مقاتل ، لا يذكر لنا التاريخ أي شيء عما جرى لها ، وعن أي شيء من إنجازاتها ..
فلا ندري هل حققت نصرا ، أم منيت بهزيمة .. وإن كانت قد ظفرت بالعدو ، فكم قتلت منهم؟ وكم أسرت؟ وما هي الغنائم التي حصلت عليها؟
وإذا كان ثلاثة أشخاص ، أو أربعة عشر شخصا أو نحو ذلك يحققون الإنجازات الكثيرة في سرايا أخرى ، فلماذا لم يستطع هذا العدد الكبير هنا تحقيق أي شيء رغم هذه الكثرة؟!