الله أن يقفه يوم القيامة موقف البغضاء ، ولا يقبل منه صرفا ولا عدلا» (١).
ونقول :
إننا بغض النظر عن ركاكة الرجز الذي ذكرته الرواية ، وعدم استقامة أوزان عدد من فقراته نشير إلى ما يلي :
إعتراض ابن عباس :
قد ذكرت الرواية : أن ابن عباس قد قام ، فقال لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «فداك أبي وأمي يا رسول الله ، تجهز ابن عمي في خمسين ومائة رجل من العرب ، إلى خمسمائة رجل ، وفيهم الحارث بن مكيدة ، يعد بخمسمائة فارس»؟!
فقال «صلىاللهعليهوآله» : «أمط عني يا بن عباس الخ ..» (٢).
ونقول :
أولا : إن من البعيد أن يصدر ذلك عن ابن عباس ، الذي ولد سنة الهجرة ، أو قبلها بثلاث سنوات ، فيكون عمره في غزوة ذات السلاسل ثماني سنوات أو أحد عشرة سنة على أبعد تقدير .. ولا يتوقع من صبي بهذه السن أن يواجه النبي الأعظم «صلىاللهعليهوآله» بهذا الاعتراض. وأن يجيبه النبي «صلىاللهعليهوآله» بهذا الجواب.
فإن هذا الجواب ، خصوصا قول «صلىاللهعليهوآله» : «أمط عني يا بن عباس» يستبطن درجة من القسوة على طفل بهذه السن ..
__________________
(١) البحار ج ٢١ ص ٨٤ و ٩٠ عن تفسير فرات ص ٥٩٣ ـ ٥٩٨.
(٢) البحار ج ٢١ ص ٨٧ وتفسير فرات ص ٥٩٥.