سرية واحدة أم سريتان؟! :
قد أورد الواقدي سرية أبي قتادة إلى خضرة ، وابن أبي حدرد إلى الغابة في سياق واحد ، معتبرا إياهما سرية واحدة ..
لكنه في السيرة الحلبية جعلهما سريتين.
ونحن لا نريد أن نبذل المزيد من الجهد في تحقيق ذلك ، ولا سيما بملاحظة ما يرد على كثير من المواضع فيهما من الإشكالات التي تزيد في وهنهما ، وإبعادهما عن درجة الاعتماد ..
غير أن لنا الحق في أن نقدم تصورا لما جرى ، ربما يكون قادرا على حل الإشكال فيما يرتبط بوحدة القضية أو تعددها .. وهو : أن يكون ابن أبي حدرد ورجلان آخران قد كلفوا بمهمة قتل رفاعة بن قيس ، فوافق ذلك مسير أبي قتادة ، فضمهم إليه .. فأنجز ابن أبي حدرد ما كلفه به الرسول ، في طريق الذهاب أو العودة ، وشارك في سرية أبي قتادة ، فأصاب ما أصاب من الغنائم في السريتين .. ولأجل ذلك آثرنا الفصل بينهما ، وكأنهما سريتان مستقلتان.
ولكن المهم هو إثبات أصل وجود كثير من هذه السرايا ، ومنها سرية أبي قتادة ، وسرية قتل ابن أبي حدرد لرفاعة .. فضلا عن لزوم إثبات توافق المواقع والمواضع التي يقيم فيها هؤلاء وأولئك ، وإمكانية الإلتقاء في طرقها ومسالكها.
إذ لو كانت هذه القبيلة أو الموقع في الشرق ، وذاك في الغرب ، فإن هذا التصور يسقط عن الاعتبار.
غير أن علينا هنا أن نذكر ما ذكروه ، ثم نشير إلى مواضع النظر فيما