المسلمون ممن يهتمون بإظهار أمر آل أبي طالب ، بل كان اهتمامهم منصبا على ما يناقض ذلك ..
وقد أخفي قبر علي بن أبي طالب «عليهالسلام» حوالي مئة سنة إلى أن أظهره الإمام الصادق «عليهالسلام» في عهد المنصور العباسي.
كيف وقد نبش الحجاج ثلاثة آلاف قبر من أجل أن يعثر على جسد علي «لكي يحرقه» ، ولا يبقي له أثرا ، فلم يمكنه الله من ذلك (١).
وقد أخفي قبر زيد بن علي ، ثم لما عرف صلبوه سنوات ، ثم أحرقوه (٢).
وعلينا أن لا ننسى قبر الزهراء «عليهاالسلام» الذي لا يزال مجهولا إلى يومنا هذا.
ولعلها حين ارادت إعلان الاحتجاج على الذين آذوها وضربوها ، وأسقطوا جنينها ، واغتصبوا منها فدكا وسواها ..
أرادت أيضا : أن تحفظ جثمانها الطاهر من أن يتعرض للنبش والهتك من قبل من حاول نبش قبر ولدها الإمام الحسين «عليهالسلام» ، وزوجها علي ، ونبش قبر حفيدها زيد ، كما هو ظاهر.
__________________
(١) روضات الجنات ج ٢ ص ٥٤ وراجع : تفسير القرآن الكريم (تفسير أبي حمزة الثمالي) ص ٧٥.
(٢) شجرة طوبى ج ١ ص ١٤٣ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٣ ص ١٠٠ والإيضاح لابن شاذان هامش ص ٣٩٩ وعن الكامل لابن الأثير ج ٥ ص ٩٠ والكافي ج ٨ ص ٢٥١.