الأفق ، فإن الشمس إذا طلعت وقع ـ لكلّ شاخص قائم (١) على سطح الأرض (٢) بحيث يكون (٣) عمودا على سطح الأفق (٤) ـ ظل طويل (٥) إلى جهة المغرب ، ثم لا يزال ينقص كلما ارتفعت الشمس حتى تبلغ وسط السماء (٦) فينتهي النقصان إن كان عرض المكان المنصوب فيه المقياس (٧) مخالفا لميل الشمس في المقدار (٨) ويعدم
______________________________________________________
(١) بحيث يكون قيامه مستويا بتسعين درجة من الجوانب الأربعة.
(٢) وإذا كان مستويا يكون أحسن.
(٣) اسمها ضمير راجع إلى الشاخص.
(٤) أي سطح الأرض.
(٥) فاعل ل (وقع).
(٦) وهو خط وهمي مسامت لرأس الشاخص مارا بقطبي الجنوب والشمال يقسّم دائرة الفلك إلى قسمين متساويين.
(٧) أي الشاخص المنصوب على سطح الأرض.
(٨) اعلم أن الشمس في أول يوم من فصل الربيع ـ وهو أول يوم من أيام انتقالها إلى برج الحمل ـ تشرق على خط الاستواء وتسير عليه وتغرب عليه ثم تنحرف نحو الشمال شيئا فشيئا حتى اليوم الأخير من فصل الربيع وهو نهاية برج الجوزاء ، وتكون في نهاية الارتفاع على مدار السرطان ، ثم تأخذ بالرجوع في فصل الصيف إلى آخره حتى تشرق في أول يوم الخريف من نفس المكان الذي أشرقت فيه في أول يوم من فصل الربيع وهما المسميان بيوم الاعتدال الربيعي وبيوم الاعتدال الخريفي.
ثم تأخذ بالانحراف جنوبا حتى نهاية فصل الخريف وتكون في نهاية انخفاضها على مدار الجدي ثم في فصل الشتاء ترجع إلى نقطة الاعتدال الربيعي. وهذه هي دورة الشمس على مدار السنة بالنسبة لخطوط العرض.
فمراد الشارح أن الشاخص إن نصب في مكان على خط عرض مخالف لخط العرض الذي تشرق عليه الشمس فلا ينعدم الظل عند الزوال بل يبقى منه شيء وإن كان الشاخص على خط عرض تشرق عليه الشمس في ذلك اليوم فينعدم ظله عند الزوال.
فمثلا لو نصب الشاخص على خط الاستواء في يومي الاعتدال الربيعي والخريفي أو نصب على مدار السرطان في نهاية فصل الصيف أو نصب على مدار الجدي في نهاية فصل الخريف فلا محالة ينعدم ظله وقت الزوال وهكذا.
هذا واعلم أن الشاخص المنصوب بعد مدار السرطان باتجاه الشمال وبعد مدار الجدي باتجاه الجنوب لا ينعدم ظله في أيام السنة كلها لعدم المسامتة بين خطه والخط الذي ـ