قوله عزّ وجلّ : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (١)، وكان بدؤه بعليّ إذ كان أقرب النّاس إليه، وأتبعهم له.٢
وقال أيضاً فيمن استنقص أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بصغر سِنّه عند إسلامه : وهذا قول مَن قصد إلى إزالة فضائله ودفع مناقبة، ليجعل إسلامه إسلام طفل صغير!٣
وقال المقريزيّ : أمّا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، فلم يُشرك بالله قطّ، فعندما أتى رسولَ الله صلىاللهعليهوآله الوحيُ، وأخير خديجة وصدّقت، كانت هي وعليّ، فلم يَحتَج عليّ أن يُدعى، ولا كان مشركاً حتّى يُوحِّد، فيقال : أسلم.٤
وعن ابن أبي الحديد، قال : قال أبو جعفر الإسكافيّ بعد ذكر حديث الدّار : فهل يكلّف عمل الطعام، ودعاء القوم صغير غير مميّز، وغِرٌّ غير عاقل؟ وهل يؤتَمَن على سِرّ النبوّة طفلٌ ابن خمس سنين، أو ابن سبع سنين؟ وهل يُدعى في جملة الشيوخ والكهول إلّا عاقل لبيب؟ وهل يضع رسول الله صلىاللهعليهوآله يده في يده، ويُعطيه صفقة يمينه بالأُخوّة، والوصيّة والخلاف إلّا وهو أهلّ لذلك بالغٌ حدَّ التكليف، محتملٌ لولاية الله وعداوة أعدائه؟ وما بال هذا الطفل لم يأنس بأقرانه، ولم يلصق بأشكاله، ولم يُرَ مع الصّبيان في ملاعبهم بعد إسلامه؟ بل ما رأيناه إلّا ماضياً على إسلامه، مصمّماً في أمره، محقّقاً لقوله بفعله، وقد صدّق إسلامه بعفافه وزهده، ولصق برسول الله صلىاللهعليهوآله من بين جميع مَن بحضرته. وقد ذكر هو عليهالسلام في كلامه وخطبه بدء حاله وافتتاح أمره حيث أسلم دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله
_______________________
١ ـ الشعراء / ٢١٤.
٢ ـ مروج الذهب ٢ / ٢٧٦.
٣ ـ التنبيه والاشراف ١٩٨، عند ذكر التاريخ من مولد الرسول صلىاللهعليهوآله.
٤ ـ إمتناع الأسماع ١ / ١٦، ١٧.