عن الأصبغ بن نباتة قال : قال عليّ عليهالسلام : ما بالُ أقوامٍ غَيَّروا سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله، وعَدَلوا عن وصيّه، لا يتخوّفون أن ينزل بهم العذاب، ثمّ تلا : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا).٢ ثمّ قال : نحن النِّعمة الّتي أنعم الله بها على عباده، وبنا يفوز مَن فاز يوم القيامة.٣
وقوله صلىاللهعليهوآله : الله أكبر بإكمال الدّين، وإتمام النّعمة، ورضى الربّ برسالتي والولاية لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام.٤
المراد بنفس الرّسول صلىاللهعليهوآله : التّساوي في الولاية إلّا النبوّة، أي في جميع الصّفات كالعصمة، والأعلميّة، والشّجاعة، والتقوى وغير ذلك. وكان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام نفس الرّسول صلىاللهعليهوآله بدليل آية المباهلة، واتّفق الفريقان وجمهور المفسّرين بطرق مستفيضة أنّ هذه الآية (نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ)٦ أنّها نزلت في أهل البيت عليهماالسلام. وأنّ (أَبْنَاءَنَا) إشارة إلى الحسن والحسين عليهماالسلام. (نِسَاءَنَا) إشارة إلى فاطمة الزهراء عليهاالسلام، (وَأَنفُسَنَا) إشارة إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، فجعله الله تعالى
_______________________
١ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٣٣، مجموعة نفيسة ١٩١.
٢ ـ سورة إبراهيم / ٢٨.
٣ ـ الكافي ١ / ٢١٧؛ تأويل الآيات الظاهرة ٢٥٠.
٤ ـ فرائد السمطين ١ / ٣١٢.
٥ ـ المناقب للخوارزميّ ٤٠؛ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٣٠.
٦ ـ آل عمران / ٦١.