ذو القَرنَين١
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ، إنّ لك بيتاً في الجنّة، وإنّك لَذو قَرنَيها، أي ذو طرفَي الجنّة، والكلام للنبيّ صلىاللهعليهوآله ـ وملكها الأعظم، تسلك ملك جميع الجنّة، كما سلك ذو القرنين جميع الأرض.٢
قيل لابن عبّاس : ما تقول في عليّ بن أبي طالب عليهالسلام؟ فقال : ذكرت واللهِ أحد الثقلين، سبق بالشّهادتين، وصلّى القبلتين، وبايع البيعتين، وأُعطي السِّبطين، وهو أبو السّبطين الحسن والحسين، وردّت عليه الشّمس مرّتين بعد ما غابت عن الثقلين، وجَرَّد السيف تارتين، وهو صاحب الكرّتين، فمَثَله في الأمّة مَثَل ذي القَرنَين، ذاك مولاي عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.٣
قال أبو جعفر الطحاويّ : اختلف النّاس في المراد بقوله صلىاللهعليهوآله : وإنّك ذو قَرنَيها، فذهب بعضهم إلى أنّه أراد أنّك ذو قَرنَي الجنّة، يريد طَرَفَيها، إذ كان ذكره ذلك يعقب ذكره الجنّة. وذهب بعضهم إلى أنّه أراد أنّك ذو قرنَي هذه الأمّة. وذهب قوم في ذلك إلى معنى سوى هذا المعنى، وهو أنّهم ذهبوا إلى أنّ عليّاً عليهالسلام في هذه الأمّة كذي القَرنَين في أمّته في دعائه إيّاها إلى الله عزّ وجلّ.٤
قال المحبّ الطبريّ : وقال الهرويّ في قوله تعالى : (وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي
_______________________
١ ـ تذكرة الخواصّ ٤؛ المناقب للخوارزميّ ٤٠.
٢ ـ نفس المصدر، فضائل الصحابة ح ١١٠١؛ المستدرك للحاكم ٣ / ١٢٣؛ الرياض النضرة ٢ / ١٨٣؛ المفردات للراغب ٤٠١؛ الترغيب والترهيب ٣ / ٣٥؛ النهاية ٤ / ٥١ «قرن»؛ تاج العروس ٩ / ٣٠٧؛ مسند أحمد بن حنبل ١ / ١٥٩؛ نزل الأبرار ٦٢؛ مناقب أهل البيت للشروانيّ ١٨١؛ فردوس الأخبار ٥ / ٤٠٩، ٣١٩، رقم ٨٣١٢؛ المعرفة والتاريخ ٣ / ١٢٣.
٣ ـ المناقب للخوارزميّ ٣٣٠.
٤ ـ مشكل الآثار ١ / ق ٢ ص ٢٤٠.