الشجرة، فأقبلت تَخِدّ الأرض، فقالت قريش : ساحر خفيف السِّحر! فقال عليّ عليهالسلام : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله، أنا أوّل من يؤمن بك، آمنتُ بالله ورسوله، وصدّقتك فيما جئتَ به، أنا أشهد أنّ الشّجره فَعَلَت ما فعلت بأمر الله تصديقاً لنبوّتك وبرهاناً على دعوتك. فهل يكون إيمانٌ قطّ أصحّ من هذا الإيمان؟١
وقال الحاكم في المستدرك عن قيس بن أبي حازم، قال : كمت بالمدينة، فبينا أنا أطوف في السوق إذ بلغتُ أحجار الزيت، فرأيت قوماً مجتمعين على فارس قد ركب دابّة، وهو يشتم عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، والنّاس وقوفٌ حوالَيه، إذ أقبل سعد بن أبي وقّاص فقال : يا هذا، علىٰ ما تشتم عليّ بن أبي طالب؟ فتقدّم سعد فأفرجوا له حتّى وقف عليه، فقال : يا هذا، على ما تشتم عليّ بن أبي طالب؟ ألم يكن أوّل من أسلم؟ ألم يكن أوّل من صلّى مع رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ ألم يكن أزهد النّاس؟ ألم يكن أعلم النّاس؟ وذكر أموراً حتّى قال : ألم يكن ختن رسول الله صلىاللهعليهوآله على ابنته؟ ألم يكن صاحب راية رسول الله صلىاللهعليهوآله في غزواته؟ ثمّ استقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللّهمّ، إنّ هذا يشتم وليّاً من أوليائك، فلا تفرّق هذا الجمع حتّى تُريهم قدرتك. قال قيس : فواللهِ ما تفرّقنا حتّى ساخت به دابّته فرَمَته على هامته في تلك الأحجار، فانفلق دماغة ومات.٢
وقال النّبيّ صلىاللهعليهوآله : سُبّاق الأمم ثلاثة، لم يكفروا بالله طرفة عين : عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، وصاحب آل يٰس، ومؤمن آل فرعون، وعليّ بن أبي طالب أفضلهم.٣
_______________________
١ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٣ / ١٤٤، الخطبة ٢٣٨؛ الغدير ٢ / ٢٨٧.
٢ ـ المستدرك للحاكم ٣ / ٤٩٩؛ تاريخ اليعقوبيّ ٢ / ٢٣؛ تههذيب الكمال ٢٠ / ٤٨٠؛ الإكمال لابن ماكولا ٧ / ١٢٧؛ أنساب الأشراف ٢ / ٩٢.
٣
ـ تفسير الثعلبيّ ٨ / ١٢٦؛ سيرة ابن إسحاق ١٣٨، ١٣٩؛ مجمع الزّوائد ٩ / ١٢٤ ؛