سقت السماء العشر ، وفيما سقى الغرب (١) فنصف العشر.
وفي كل عشر من الإبل شاتان ، وفي عشرين أربع ، وفي أربعين من البقر بقرة ، وفي كل ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة ، جذع أو جذعة ، وفي كلّ أربعين من الغنم سائمة وحدها ، شاة فإنها (٢) فريضة الله التي افترض على المؤمنين في الصّدقة ، فمن زاد فهو خير له ، وإنه من أسلم من يهوديّ أو نصرانيّ إسلاما خالصا من نفسه ، فدان دين الإسلام ، فإنه من المؤمنين ، له ما لهم ، وعليه مثل ما عليهم ، ومن كان على نصرانيته أو يهوديته ، فإنه لا يغيّر عنها وعلى كل حالم : ذكر أو أنثى ، حرّ أو عبد ، دينار واف أو عوضه من الثياب.
فمن أدّى ذلك فإنّ له ذمة الله وذمة رسوله ، ومن منع ذلك فإنّه عدوّ الله ولرسوله وللمؤمنين جميعا.
صلوات الله على محمّد النبيّ والسلام ، ورحمة الله وبركاته.
هذا منقطع ، وقد روي متصلا من وجه آخر :
أخبرناه أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز العباسي ، نقيب مكة ، أنبأ أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن ، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد ، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم الدّيبلي ، نا أبو يونس محمّد بن أحمد بن يونس المديني ، نا عتيق بن يعقوب ، عن عبد الملك بن أبي بكر بن محمّد الجرمي ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمرو بن حزم.
أن هذا عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين أرسله إلى اليمن :
بسم الله الرّحمن الرحيم.
هذا بيان من الله ورسوله ، (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) عهد من رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن :
أمره بتقوى الله في أمره كله ، ف (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) وأمره أن يأخذ الحق كما افترضه الله تعالى ، وأن يبشّر الناس للخير ، ويأمرهم به ، ويعلّم الناس القرآن
__________________
(١) الغرب : الدلو.
(٢) بالأصل : ما بها ، تصحيف عن م ، و «ز» ، وسيرة ابن هشام.